للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الوقائع جاءت على زمن خلف بن دعيجاء في حوالي نهاية القرن الثامن عشر الميلادي وبداية القرن الذي يليه وعلى زمن الجيل الذي جاء من بعد مباشرة كزيدان بن ورده أحد مشايخ العزام وجريّد شيخ الضباعين، أظهرت ندية القبيلتين وفي ذلك شعر كثير ومخطوط لدى قبيلة الشرارات.

يقول خلف بن دعيجاء ضمن قصيدة طويلة موجهًا الكلام إلى "سعدى" بنت أحد مشايخ السرحان قيل لي إنه ابن خشمان:

أنشدك بالله يا مجلي عذابه … أيات هوش عيالنا والسراحين

وفي موضع آخر عندما وقع خلف بن دعيجاء في أيدي السرحان وكان بمهمة بمفرده وقد سبق وأن آلى شيخ السرحان على نفسه بقتله فيما لو وقع بيده، وعندما اشتبهوا بشخصيته .. هل هو خلف بن دعيجاء أم غيره؟

عندها أشفقت عليه "سعدى" من القتل إذ كانت تعرفه تمام المعرفة فأطلت عليه من وراء الستار وقالت: هذا الذي أشبه بعبيد الموالي وتقولون إنه خلف؟ غير أن خلفًا أغاظته هذه الكلمة فأنشد يقول:

بدا عليه مبسمًا به زواويق … وبمفرق الجذلة سوات الهلالي

وسنا بدالي ذوب سكر ولاذيق … وعينا قزت عقب ما هي إقبالي

استغفري يا بنت يا أم العشاشيق … عن قولك إني من عبيد الموالي

أنا خلف عز البكار الصعافيق … إن صار بتالي الركايب جفالي

عندها تكشفت شخصية خلف فاهتزت مشاعر شيخ السرحان لهذا الاعتراف، فاستحسنه هو وجالسوه وأكرمه وعفا عنه فخفت حدة النزاع بينهما في تلك الحقبة، وكان لهذا الموقف النبيل للسرحان الأثر الفعال على امتصاص العداء بين القبيلتين.

وادي سرحان (*):

إن كثيرًا من الرواة الذين التقيت بهم يؤكدون لي قدم اسم سرحان كاسم من


(*) تخاصمت قبيلتا كلب وبنو القين بن جسر على وادي السرحان كل يدعيه، فحكم الخليفة عبد الملك بن مروان الأموي لبني كلب وقال: أليس النابغة الشاعر يقول:
تظل الإماء يبدرن قديحها … كما ابتدرت كلب مياه قراقر

<<  <  ج: ص:  >  >>