للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرسًا" واختار فرسًا من الخيل، وكان أول من قابل جيش ابن ثاني والهواجر والمناصير يوم غد، ودارت رحى المعركة وكانت النتيجة بالنصر لآل مرة (١).

[أقبل عليه الموت ينفض ربابه]

ذهب الأمير/ علي المرضف وهو أحد أمراء آل مرة ويام أهل الجنوب ومعه حاشيته إلى الإمام عبد اللَّه الفيصل آل سعود على عهد الدولة السعودية الثانية، فاستقبلهم خير استقبال وأكرمهم وسألهم عن حلالهم الذي لم يُزَكْ، حيث كانت القبائل تأتي بإبلها إلى اليمامة عند عبد اللَّه الفيصل وبعد أن تؤخذ زكاة إبلهم يعودون أدراجهم، وعندما سألهم عبد اللَّه الفيصل قال الأمير/ فيصل المرضف: "لم نأت بالبل ولكم ذلك إن ارغبتوا فيه". فقال عبد اللَّه الفيصل: سوف نعفيكم من هذه المهمة، سنرسل أفرادا من أخويانا ليأتوا بالحلال وتبقون أنتم بضيافتنا، وفعلا أمر عبد اللَّه الفيصل على عدة أفراد من أخوياه للذهاب لـ (جابر) وهو شقيق الأمير علي المرضف لجلب الحلال لقصر اليمامة في الرياض، وقبيل ذهابهم أعطى علي المرضف رئيس الحملة رسالة شفهية لأخيه جابر فقال: قل لـ (جابر) أن يحمل البيت على (وذكر اسم موضع دون نجران) وقال (فلانه) وكأنه يقصد بهذا اسم ناقة وهو في الأصل ليس كذلك، وقل له (يحمل الوراد) على (فلانان) (وذكر اسم جبل بعد ذلك الموضع وهو في اتجاه نجران) وكأنه يعني اسم أحد الجمال القوية، وقل لهم ينزلون في (مشق شخر الدهماء) (٢) وخرب نايش العقاب قفاه" وفعلا ذهب رجال عبد اللَّه الفيصل كما أمرهم أميرهم وأبلغوا الرسالة الشفهية من الأمير/ علي المرضف لأخيه (جابر) ففهمها أخوه، ونفذ فحواها، ورحل باتجاه نجران ورجع أخوياه عبد اللَّه بن فيصل وأخبروه فأرسل سرية على أثرهم ولكن لم يستطيعوا أن يأتوا بالحلال لعبد اللَّه الفيصل، فرجعوا فأرسل السرية الثانية ثم الثالثة وكانوا في وادي (نساح)، فرأى كبير رجال عبد اللَّه


(١) قيل: إنه ابن يتيمة من آل بحيح وهو الذي وجد حمر شعر على الشاطئ. وفي رواية أخرى قيل: إن حمر شعر لم يتمكن من المشاركة في المعركة لسوء حالته الصحية بعد عبوره للبحر.
(٢) مشق شخر الدهماء: مكان سبق وأن نزلوا فيه بالقرب من نجران، وكانت إحدى الأفلاء تعرض (تلعب) فأنشق شخرها (ما بين رجليها)، خرب نايش العقاب قفاه: أي هموا في السير وجدوا، والخرب هو ذكر الحباري.

<<  <  ج: ص:  >  >>