للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكادت وبيت الله أطناب ثابت … تقوض عن ليلى وتبكي النوائح

تمني فتي مِنَّا يلاقي ولم يكد … غلام نمته المحصنات الصرائح

غلام نمي فوق الخماسي قدره … ودون الذي قد ترتجيه النواكح

فإن تك نالته خطاطيف كفه … بأبيض قصال نمي وهو فادح

فقد شد في إحدى يديه كنانه … يداوي لها في أسود القلب قادح (١)

[أخبارهم مع حاجز بن عوف الأزدي]

هو حاجز بن عوف بن الحارث بن الأختم شاعر جاهلي، ليس من مشهوري الشعراء، وهوأحد الصعاليك المغيرين على قبائل العرب وممن يعدو على رجليه عدوا يسبق به الخيل، سأله والده أن يخبره باشد عدوه فقال: "أفزعني خَثْعم فنزوت نزوات" ثم استفزتني الخيل واصطف لي ظبيان فجعلت أنهنههما بيدي عن الطريق لضيقه ومنعاني أن أتجاوزهما في العدو لضيق الطريق حتى اتسع واتسعت بنا فسبقتهما فقال له: فهل جارك أحد في العدو قال: ما رأيت أحدًا جاراني إلَّا أطيلس أغيبر من البقوم فإنا عدونا معا فلم أقدر على سبقه (٢).

وكان هذا الرجل كثير الغارات على خَثْعم، وله معهم أخبار كثيرة فقد كان يجمع عليهم القبائل فيغزوهم. قال أبو عمرو (٣): جمع حاجز ناسًا من فهم وعدوان فدلهم على خَثْعم فأصابوا منهم غرة وغنموا ما شاءوا فبلغ حاجزا أنهم يتوعدونه ويرصدونه فقال:

إني من أرعاكم وبروقكم … وإيعادكم بالقتل صم مسامعي

وإني دليل غير مخف دلالتي … على ألف بيت جدهم غير خاشع

ترى البيض يركضن المجاسد بالضحى … كذا كل مشبوح الذراعين نازع

على أي شيء لا أبا لأبيكم … تشيرون نحوي نحوكم بالأصابع


(١) المصدر نفسه ج ٢١، ص ١٥٥.
(٢) أبو فرج الأصفهاني "الأغاني"، ج ١٢، ص ٤٧.
(٣) المصدر نفسه ج ١٢، ص ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>