للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليهم في موضعهم ذلك. فلما طال الحصار على أهل المدينة وقعت المكاتبات بينهم وبين سعود من حسن قلعي وأحمد الطيار والأعيان والقضاة وبايعوا في هذه السنة (١)؟.

[وقعة الخيف]

وفي سنة (١٢٢٦ هـ) وصلت إلى الحجاز حملة محمد علي باشا والي مصر بقيادة ابنه طوسون فاحتلت ينبع، فجهز سعود بن عبد العزيز أمير نجد جيشًا بقيادة ابنه عبد الله فسار بهذه الجيوش ومن ضمنها أفناء من حرب حتى نزل الخيف القرية المعروفة بوادي الصفراء. ويقول ابن بشر: واجتمع معه من الجنود ثمانية عشر ألف مقاتل وثمانمائة فارس، ولما نزل عبد الله بالخيف أمر علي مسعود بن مضيان ومن معه من بوادي حرب وجيش أهل الوشم أن ينزلوا في الوادي الذي في جانب منزلهم الذي هم فيه؛ مخافة أن يأتي معه دفعة من الترك فيفتكوا بالمسلمين ويخفرونهم، ثم أن العساكر المصرية والتركية زحفت على المسلمين (!) وأقبلت عليهم فأرسل إليهم عبد الله طليعة جيش وفرسان واستعد لهم الترك. وحصل على المسلمين هزيمة (٢) وقتل اثنان وثلاثون رجلًا، فنزل عسكر الترك مقابل عسكر المسلمين، فالتقى الفريقان وجعل عبد الله على الخيل أخاه فيصل بن سعود وحباب بن قحيصان المطيري .. إلى أن يقول:

وأقاموا على ذلك نحو ثلاثة أيام فأرسل عبد الله بن سعود ابن مضيان ومن معه من حرب وأهل الوشم، وأمرهم أن يحملوا على الترك فأقبلوا وصاروا أول حملة عليهم مع جملة جنود المسلمين، فانهزمت العساكر المصرية لا يلوي أحد منهم على أحد، وانكشفوا عن مخيمهم ومحطتهم، وولوا مدبرين وتركوا المدافع


(١) عنوان المجد ١ - ١٤٤.
(٢) والغريب أن القوتين كانتا تتحاربان وكل منهما تدعي أنها باسم الإسلام!.

<<  <  ج: ص:  >  >>