للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال لها أجيزني فقالت:

حينَ هَمَّ القَمرُ البَا … هرَ عَنَا بالأُفُولْ (١)

إنَّمَا تفْتَضَحُ العُشَّا … قُ في وَقْتِ الرَّحِيلْ

وكتب إلى جارية يحبها:

مَاذَا تَقُولِينَ فِيمَا شَفَّهُ سَقَمُ … مَنْ جَهْدِ حُبِّكِ حَتَّى صَارَ حَيَرَانَا?

فأجابته:

إذَا رَأيْنَا مُحِبًا قَدْ أَضَرَّ بِهِ … جَهْدُ الصَبَابةِ، أَوْلَيْنَاهُ إحْسَانَا

وقال من قصيدة له:

أُواصلُ مَنْ هَويتُ عَلَى خِلال … أذُودُ بِهِنَّ أَسْبَاب التَقَالِي

وَأَحَفَظُ سَرَّهُ وَالغَيبَ منْهُ … وَأرْعَى عَهْدَهُ فِي كُلِّ حَالِ

وَمَا أَنَا بِالمُلولِ، ومَا التَّجَنِّى … وَلا الغدرُ المذممُ مِنْ شِمَالِي (٢)

وفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين - لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة توفي محمد بن عبد اللَّه بن طاهر الخزاعي. ورثاه الشعراء.

محيي الدين بن قرناص (*) الخزاعي

ذكر في المنهل الصافي وفي نفحة الريحانة أن من يكنى بابن قرناص جماعة كثيرون كلهم من حماة، وكأنهم أسرة واحدة، منهم أبو إسحاق مخلص الدين، إبراهيم بن محمد بن هبة اللَّه الخزاعي، الحموي، ابن قرناص (٣) الذي قال:


(١) أفل القمرُ - أفولا: غاب فهو آفلٌ.
(٢) الشّمالُ (ج) شمائِلُ: الطبعُ والخُلُقُ. أي ليس الغدر من طبعه وخلقه.
(*) نفحة الريحانة ٢/ ٤٠، ٤/ ٤٧، وخزانة الأدب ٨/ ٣٧٩. وجاء في لسان العرب: قرنص: ويقال: القرانيصُ خرز في أعلى الخف، واحدها قُرنوصٌ. ويقال للبازي إذا كَرَّز: قد قُرْنِصَ قرنَصَةً وَقُرنِسَ. وبازٍ مُقَرنَصٌ أي مقتنى للاصطياد وقد قَرْنَصته أي اقتنيته. وربما جاءت لنسبة قرناص من هذا الأمر.
(٣) انظر حاشية المنهل الصافي ١/ ١٢٢. وكذلك حاشية نفحة الريحانة ٢/ ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>