للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤ - يوم الريان]

أغارت بنو عبد الله من مُطير على بني عمرو من حرب في الريان من وادي الفرع، وكان وقت صرام النخل، فاستنجد بنو عمرو بمخلف أهل خضرة، فأصبح العبدليون بين نارين فقتلوا إلا من فر بمفرده، وغنمت حرب ركابهم ومن سلالتها اليوم العبدليات مع بني عمرو وأصلها عمانيات، والعمانيات من أصل ركاب العرب. ولا زالت بنو عبد الله بينها وبين حرب فتور ظاهره العلاقة الحسنة، ذلك أن ديار حرب تتحكم في الطرق إلى مكة والمدينة وجدة وحتى مدن القصيم، ومجاهرتها بالعداء يعود بالضرر على القبيلة المعادية وخاصة مطير التي لا طريق لها إلى هذه المدن إلا عن طريق أراضي حرب أو عتيبة. (١).

[٥ - يوم الشراء]

أغارت بنو عبد الله على البلادية ليلًا في الشراء، فنذرت بهم فقتل من بني عبد الله نفر وأسر أميرهم من الربعان. ثم من عليه البلادية فأطلقوا سراحه.

خامسًا، أيام حَرْب وجُهَيْنة (٢)

عندما وصلت حرب إلى هذه المنطقة كانت جهينة تسكن إلى قرب المدينة المنورة في إضم وجبال الفقرة والفقارة وما سال منها، وتدريجيًا احتلت حرب هذه الأماكن، ولا بد أن أيامًا دامية حدثت قبل جلاء جهينة عنها غير أن التأريخ الموغل في القدم يضيع من الرواة بالتدريج وأحيانًا يقتلونه عنية إذا تحسنت العلاقات بين قبيلتين وخافوا أن يثير بينهما الشر، ذلك أنهم لا يعرفون من أمانة التأريخ إلا ما يثيرون بها حماس أجيالهم، وكثيرًا ما يبالغون فيما فعله فيهم الخضم لترسيخ العداوة ضده.


(١) كان هذا فيما سبق من عهود، أما اليوم في العهد السعودى فقد ساد الأمن لله الحمد.
(٢) انظر عن جهينة كتاب: "معجم قبائل الحجاز".

<<  <  ج: ص:  >  >>