للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم تقعد هزيمة عبد الرحمن بن فيصل في الأحساء ولا وفاة سعود بن فيصل في عام ١٢٩١ هـ/ ١٨٧٥ م، بآل سعود عن استمرار محاولاتهم لاستعادة حكم الأحساء والقطيف من العثمانيين، رأوا رغم الهزيمة العسكرية ضرورة استمرار مساعيهم المتواصلة لمقارعة العثمانيين وتوقعوا إمكانية نجاحهم إن هم وحدوا جهودهم وحشدوا إمكانياتهم لمجابهة العثمانيين. وكان الإمام عبد اللَّه بن فيصل أكثر المتحمسين وأنشط العاملين لتحقيق ذلك الهدف مستشعرًا واجبه ومستفيدًا من تجاربه وراغبًا لتصحيح أخطائه في الاستعانة بالعثمانيين وما جره ذلك من انفرادهم بحكم الأحساء والقطيف وتعميق الخلاف بين أبناء الإمام فيصل بن تركي (١).

[تمرد آل مرة على الأتراك]

كان لقبيلة آل مرة دورهم في قض مضاجع الأتراك، فهم يعتبرونهم مستعمرين.

فبعد أن شاركوا في عدة حروب مع سعود الفيصل ضد الأتراك، فإنهم يشنون غارات خاطفة وجريئة على عسكر الأتراك بين الفينة والأخرى، كما حدث ذلك في هذه الوقعة التي قتل فيها قاسي وهو كبير جند الأتراك في تلك الوقعة وكذلك وقعة قهدية التي أربكت العثمانيين ومناوشات أخرى سنتطرق لها لاحقًا.

[مقتل قاسي باشا]

يذكر أن تسعة رجال من الحسناء من البحيح من آل مرة أثناء خروجهم من الأحساء لحق بهم العسكر الأتراك، فحدثت لينهم معركة وقتل منهم رجلين أحدهما (ابن محسنه) فاشتدت المعركة بينهم بالقرب من جبال (الأربع) وكان العسكر الأتراك يفوقونهم بالعدد وكان معهم رجل يدعى (محمد بن فهد) وهو كذلك من آل بحيح وكان مصابًا بمرض ولم يستطع المشاركة لشدة مرضه، فما كان منه إلا أن طلب سلاحًا لما أعطوه سلاحه شارك في خوض المعركة وسرعان ما قتل أحد جند العسكر الكبار وهو يدعى (قاسي) باشا، وبعد أن قتل كبير العسكر انسحب الأتراك، تاركين بعض الغنائم والمصابين.


(١) نفس المصدر ص ١١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>