منها في أول الإسلام كغمارة وبرغواطة، أو على عهد الموحدين كالقبائل السبع التي دخلت في دعوتهم قبل فتح مراكش ويسمونها السابقة وبعض القبائل المضافة إليهم منهم ومن غيرهم، ومن تلك القبائل من دثر اسمه وتلاشى رسمه وأكلته حروب الموحدين وحل محله في موطنه قبائل مصمودية أخرى أو عربية طارئة، ومنه من نزل إلى رتبة بطن واندرج في قبيلة أكبر، ومنهم بطون صغيرة ارتفعت اليوم إلى مصاف القبائل وكانت لا تحسب من قبل إلا مع غيرها كسكتانة من تينملل، وغيغاية من هنتاتة، وسكساوة من كنفيسة إلخ.
[٦ - شعب صنهاجة]
بنو صنهاج بن برنس أبي البربر البرانس.
وأصل الكلمة صناك بالصاد المشم زايا والكاف القريب من الجيم (زناك) فلما عربه العرب زادوا الهاء بين النون والألف فصار صنهاج ثم أضافوا إليها هاء الجمع وأطلقوا الكلمة على جميع القبائل المتناسلة منه.
واختلف النسابون في نسب صنهاجة، فعن ابن الكلبي والطبري أنهم وكتامة من حِمْيَر، وزعم بعض النسابين أن أباهم صنهاج هو ابن يصوكان (١) ابن ميسور بن الفند بن أفريقش بن قيس، وذكر آخرون أنه صنهاج بن المثنى بن المنصور بن المصباح بن يحصب بن مالك بن عامر بن حِمْيَر الأصغر من سبأ، نقل ذلك ابن النحوي أحد مؤرخي دولتهم وجعله ليحصب، أما المحققون من نسابي البربر فيذكرون أنه صنهاج بن عاميل بن زعزاع بن كيمتا بن سدر بن مولان بن يصلين بن يبرين بن مكسيلة بن دهيوس بن حلحال بن شرو بن مصراييم بن حام بن نوح عليه السلام، ويزعمون أن جزول ولمط وهسكور إخوة صنهاج، وأن أمهم هي تيصكي المعروفة بالعرجاء بنت زحيك بن مادغيس الأبتر وبها يعرفون.
وصنهاجة شعب كبير جدا، ذكر بعض المؤرخين أن قبائلهم وبطونهم تنتهي إلى سبعين، وهم موجودون في كل مكان بالمغرب لا يكاد يخلو منهم جبل ولا بسيط، وكانت المواطن التي اختصوا بسكناها في الأول أربعة: