للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والوصيلة: التي تلد أمها اثنين في كل بطن، فيجعل صاحبها لآلهته الإناث منها، ولنفسه الذكور منها، فتلدها أمها ومعها ذكر في بطن، فيقولون: وصلت أخاها، فيسيب أخوها معها فلا ينتفع به (١).

قال ابن إسحاق: فلما بعث اللَّه تبارك وتعالى رسوله محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- أنزل عليه {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (١٠٣)} [المائدة].

ونزلت عدة آيات بهذا الموضوع، وهذا يعتبر من العادات السيئة في الجاهلية وهي من الترهات الباطلة التي رفضها الإسلام.

ولما أكثر عمرو بن لحي من نصب الأصنام حول الكعبة وغلب على العرب عبادتها، وأنمحت الحنيفية منهم إلا لمعًا، قال في ذلك الشاعر شحنة بن خلف الجرهمي:

يا عمرو؛ إنكَ قَدْ أحْدَثْتَ آلهَةً … شَتى بمكة حَولَ البيتِ أنْصَابًا

وَكانَ للبيت رَبٌّ واحدٌ أَبَدًا … فَقَدْ جَعَلتَ له في الناس أرْبَابًا

لِتَعْرِفنَّ بأنَّ اللَّه في مَهَلٍ … سَيْصطَفي دُونكم للْبَيتِ حُجَّابَا

وقيل: إن عمرو بن لحي هو من المعمرين لأنه عاش ثلاثمائة سنة وخمسًا وأربعين سنة (٢).

وإذا قيس ذلك العمر بالنسبة لعمر الإنسان من أول السنة الميلادية أو من أول السنة الهجرية إلى الآن، فإن ذلك التقدير مبالغ فيه جدًا.

[رجال خزاعة وبطونها في الاشتقاق اللغوي]

والاشتقاق هو أخذ كلمة من كلمة أو أكثر مع تناسب بينهما في اللفظ والمعنى وقد عرف كتاب الاشتقاق لابن دريد، كما سماه الأزهري في مقدمة التهذيب "كتاب اشتقاق الأسماء" وياقوت الحموي قال عنه "كتاب اشتقاق القبائل" وابن دريد يقول في مقدمة كتابه: "فشرحنا في كتابنا هذا أسماء القبائل والعمائر


(١) سيرة ابن هشام ١/ ٩٠.
(٢) مروج الذهب ٢/ ٦٢، ٦٣، ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>