للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال عنيز الترباني من ترابين سيناء المصرية، وعنيز أبو سالم من أشهر شعراء البادية في سيناء كلها قال:

يا راكب اللِّي ما تهاب المواريد … واقلِّ ما ترظم عليها يحالِ

من مصر تصبح غير بَدْع المساعيد … تلفي على اللِّي يبهرون الدلالي

وفي البيت الأخير أيضًا يؤكد عنيز كرم المساعيد، لأنهم يهتمون بأهم شيء للضيف وهو القهوة ويكثرون عليها البهار رغم غلاء ثمنه.

- وأكد لي الكبار من شيوخ المساعيد في السعودية أنهم متفقون مع جماعتهم من مساعيد مصر ونسبهم إلى جدهم الأول هانئ بن مسعود (١) من شيبان، وقد نزحوا إلى نواحي البَدْع بديار بني عُقبة في شمالي الحجاز وغادروها لفلسطين، ثم عادوا إليها بعد مذبحة أميرهم سليمان المنطار في آخر القرن السابع الهجري.

[لمحة عن البدع (بلاد مدين) شمال غرب المملكة العربية السعودية]

البَدْع إمارة صغيرة بها مركز حكومي يتبع منطقة (تبوك) بالمملكة العربية السعودية، وتقع البَدْع شرق خليج العقبة وتبعد عن مدينة تبوك إلى الغرب منها بحوالي ٢٥٠ كيلو مترًا، وعن العقبة إلى الجنوب الشرقي بحوالي ٥٠ ميلًا أو ١٢٥ كيلو مترا، وهذه البلدة هي ديرة قبيلة المساعيد الرئيسية في المملكة ويجاور المساعيد في ضواحي البدع عشيرة العميرات من الحويطات. والبَدْع يسميها المحدثون أرض مدين وهي التي ذكرها القرآن عدة مرات والتي لجأ إليها نبي الله موسى عليه السلام وعاش فيها عدة سنوات قيل سبعة أو ثمانية حجج، وكان يرعى لشعيب الأغنام في تلك الديار، وكان هاربًا من وجه فرعون بعد قتله لرجل من آل فرعون، وقد عاد إلى مصر عبر سيناء بعدما تزوج بابنة شعيب ونزلت عليه الرسالة في طور سيناء، وقيل أن بئر موسى والذي كان يسقي منه أهل مدين أو قوم شعيب كان موجودًا حتى عهد قريب وكان عليه غطاء من الحجر ثقيلًا، والظاهر


(١) هانئ بن مسعود بن عامر بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة، بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جُديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.

<<  <  ج: ص:  >  >>