هو محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن الصدر: أبو المعالي بن الشرف السُّلَمي المناوي نسبة لمنية القائد فضل بن صلح من أعمال الجيزية - (الجيزة) ثم القاهري الشافعي القاضي، سبط الزين عمر البسطامي القاضي.
حفظ القرآن والتنبيه وغيره، وسمع من الميدومي وغيره، وناب في الحكم وهو شاب، وولي إفتاء دار العدل، والتدريس بالشيخونية والمنصورية والسكرية، ودرَّس وأفتى قليلًا، وخرَّج أحاديث المصابيح، وتكلم على أماكن منه وسماه:"كشف المناهي والتنافيح في تخريج أحاديث المصابيح"، وكتب شيئًا على جامع المختصرات وغير ذلك، وولي القضاء بالديار المصرية استقلالا في أيام المنصور حاجي ومدبر المملكة منطاش، عوضًا عن الناصري بن المليق، وذلك في يوم الخميس سلخ شوال ٧٩١ هـ فباشر القضاء بشهامة واستقامة، إلى أن صُرِفَ عنه بعد أقل من شهرين في ٢٧ ذي الحجة منها بالبدر بن أبي البقاء، ثم أعيد في ثاني المحرم ٧٩٥ هـ ثم صرف في سنة ٧٩٦ هـ بالبدر بن أبي البقاء أيضًا، ثم أعيد في شعبان ٧٩٦ هـ، ثم صرف بأحد نوابه: التقيَّ الزبيريَّ في جمادي الأولى ٧٩٩ هـ، ثم أعيد في رجب ٨٠٠ هـ، ودرَّس بجامع طولون وجامع الشافعي وغيرهما من الوظائف المضافة إلى القضاء، ومات الظاهر برقوق أثناء ولايته هذه فَأَمِنَ على نفسه، لكونه غير مطمئن إليه لما اتفق من أن ابتداء ولايته كان من قبل منطاش والناصري، وفي أيام غير الظاهر برقوق لا يتجرأ أحد عليه لما ثبت له من المهابة في قلوب الناس، وعندما سافر "الناصر فرج" إلى الشام لقتال الطاغية تيمورلنك سنة ٨٠٣ هـ كان "محمد السُّلَمي" مِمَّن برز معه، ولم يحسن المداراة مع عدوه فأهانه وبالغ قي ذلك حتى مات في القيد، غريقًا في نهر الزاب بالفرات عند قنطرة باشا في شوال من السنة المذكورة، وكان بعض التمرية أسروه، ولما جازوا به النهر خاض الأمير هو وأتباعه لازدحام غيرهم على القنطرة، فغرق القاضي لتقضيرهم في حقه بعد أن قاسى أهوالًا، وكان مولده في ثامن رمضان سنة ٧٤٢ هـ وأبوه (إبراهيم) كان عندئذ ينوب في القضاء عن العز بن جماعة.