للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[حويطات العلاوين في القرن العشرين]]

الشيخ العام وحتى الوقت الحاضر لجميع حويطات العلاوين بالمملكة الأردنية الهاشمية هو فيصل بن حمد الجازي (١) ومن قبله حمد باشا الجازي.

وفيصل عضو بمجلس النواب الأردني وله مركز مرموق في الأردن.

وعن حويطات الجازي (العلاوين) فكان لهم دور فعَّال إبان ثورة العرب الكبرى ضد الأتراك العثمانيين، وقد ساهموا في تدمير المنشآت التركية والخطوط الحديدية بشرق الأردن، كما كانوا على رأس القوة العربية مع الحلفاء التي اقتحمت مدينة العقبة وقلاعها وحاميتها العثمانية، وقد حُررت العقبة بفضل فرسان الحويطات ومن معهم من عشائر عَنَزة وبني عطية وكان مجموعهم ألفي فارس، وكان عقيد الحويطات عودة أبو تايه الذي بلغ شهرة كبيرة في مذكرات الضابط البريطاني لورنس والذي كان يُسمى لورنس العرب، وقد طبعت مذكراته في إنجلترا وترجمت من الإنجليزية إلى عدة لغات في غربي أوروبا، وقد ذكر لورنس مهارة عودة الحربية وشجاعته وإقدام ذويه من الحويطات في معركة العقبة وتحريرها من الأتراك، وقد ساهم عودة مع ذويه في تحرير القدس وفي فتح دمشق وطرد آخر حامية تركية في بلادنا العربية، وبسقوط الحامية العثمانية في دمشق وهي أكبر معقل لتركيا في الشام كانت نهاية للسيطرة البغيضة وانقشاعها عن ترابنا العربي العزيز، بعد أن جثم هذا الاستعمار العثماني التركي أربعة قرون متسترًا بالدين الإسلامي، وقد تسبب في ضعف الأمة العربية المجيدة عن ركب الحضارة والتقدُّم، وخاصة بعد أن حول مصطفى كمال أتاتورك الخلافة الإسلامية إلى إمبراطورية علمانية فقضى على رابطة الإسلام بين الترك والعرب ومن ثم بَغَضُه العرب وقد ثاروا على الحكام الذين نهجوا نهجه في الأقطار العربية، وقد زلزل الله البلاد التي حكمها الترك في شرق أوروبا بعد تخليهم عن روح الإسلام. وقد أسماهم الإنجليز بالرجل المريض - أي تركيا في آخر عهدها الإمبراطوري - في أوائل القرن العشرين الميلادي.

ولا يفوتنا أن نُسجِّل مفتخرين بأن أول صفعة للأتراك في جزيرة العرب كانت من صقر الجزيرة المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود، والذي كان الرجل الأول الذي تحدى الترك وقاتلهم رغم امتلاكهم الأسلحة القوية ونصره الله


(١) توفي الشيخ فيصل - رحمه الله - هذه السنة ١٤٢١ هـ/ ٢٠٠٠ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>