فيما بين يدي من المراجع حين كتابة هذا الفصل، عن الصحابة السُّلميين - رضي الله عنهم، وليس إحصاءً ولا شبه إحصاء، فإني ما اطلعت على كلّ ما كُتِب في هذا الشأن، ولا على كلّ من تُرجمُوا من صحابة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني سُلَيْم، وما لا يُدرك جله لا يُترك كله.
على أنَّه حتى في المراجع التي هي بين أيدينا ربما يفوت على الرؤية أسماء بعضهم، فله تندرج في هذا الفصل، لسهو أو تجاوز نظر، والكمال لله وحده.
وجدير بالذكر أننا قفيَّنا فصل الصحابة السُّلَميين هذا بفصل آخر عن الصحابيات السُّلَميات التي استطعنا أن نتوصل إلى تراجمهن من بين ثنايا المصادر التي بين أيدينا.
[فن كتابة التراجم]
هذا، وقد عَرَفت الحضارة العربية الإسلامية فن كتابة التراجم قديمًا، والترجمة تؤدي معنى تدوين السيرة أو تاريخ حياة من تترجم له أو لها، وأول ما عُني به المسلمون من فن التراجم تدوينُ سيرة الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وحينما اتسعت الدائرة شملت في إطارها سِيَر صحابة الرسول، وخاصة أولئك الذين سبقو إلى الإسلام، ووردت أسماؤهم في أخبار المغازي النبوية وفي الأحداث التي كانت منذ فجر الإسلام، وأولئك الذين رووا أحاديث المصطفى وتسلسل ذلك إلى تراجم التابعين، ومشاهير الفقهاء والعلماء والأدباء وغيرهم ممن حفلت بهم كتب التراجم في الحضارة العربية الإسلامية، ومن ثم عُني المترجمون - بكسر الجيم - بوضع معاجم وكتبٍ تشمل تراجم المشاهير والأعلام في حرب وفي سياسة، وفي اقتصاد واجتماع، وفي غير ذلك.
ومن التراجم ما يختص بأعلام دولة معينة أو إقليم معين، أو قبيلة من القبائل، أو بلد من البلدان (١).
والتراجم التي دونت في الفصول التالية هي النوع الخاص بالصحابة الذين ينتمون خاصة إلى قبيلة بني سُلَيْم، هذه القبيلة التي انتشرت في أركان المعمورة حتى لا يكاد يعرف بعض أبنائها بعضًا، وقد لا يكون سمع بعضهم بأسماء بعض.
(١) القاموس الإسلامي، لأحمد عطية، ص ٤٥٦، الجزء الأول.