للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التبع، وعن سعيد بن المُسيب أنه لا يُعَدُّ صحابيا إلَّا من أقام مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة أو سنتين، أو غزا معه غزوة أو غزوتين، وقد ضعَّف النووي هذا القول بالنسبة لسعيد بن المسيب، وقال عنه: (فإن صح عنه - أي هذا القول. فهو ضعيف، فإن مقتضاه أن لا يُعدَّ جرير البجلي وشبهه صحابيا، ولا خلاف أنهم صحابة).

وقال النووي عن الكيفية التي نعرف بها صحبة الصحابي: (ثم تعرف صحبته بالتواتر أو الاستفاضة، أو قول صحابي، أو قوله إذا كان عدلا) (١).

تلك ثلاثة أقوال أوردها النووي في تعريف "الصحابي" ومجملها كما يلي:

أولًا - الصحابي عند المحدثين كلّ مسلم رأى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -."

ثانيًا - الصحابي - عند أصحاب الأصول أو بعضهم - كُلُّ من طالت مجالسته للرسول على طريق التبعة له والأخذ عنه.

ثالثًا - الصحابي - في رأي نُسِبَ إلى سعيد بن المسيب - هو من أقام مع رسول الله سنة أو سنتين أو غزا معه غزوة أو غزوتين.

وثمة أقوال ثلاثة أخرى في تعريف الصحابي أوردها السيوطي في كتابه: (تدريب الراوي شرح تقريب النواوي) هي:

أولًا: الصحابي: من طالت صحبته وروي عن الرسول.

ثانيا: الصحابي: من رأى الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو بالغ.

ثالثا: الصحابي: من أدرك زمنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وإن لَمْ يره (٢).

وإذا كان لمثلي أن يقول شيئًا في هذا الموضوع، فإني أرى أن التعريف الأول الذي قدمه لنا النووي وهو: أن الصحابي: كلّ مسلم رأى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، هو التعريف الأمثل للصحابي.

هذا، وقد أوردتُ في هذا الفصل جملةً من الصحابة السُّلَميين، وهو استعراض متفاوت لحيوات من تمكنت من معرفة تراجمهم حسب ما اطلعت عليه


(١) تقريب النواري، للإمام النووي، ص ٣٩٦ - ٤٠٠، طبعة مصر ١٣٧٩ هـ - ١٩٥٩ م.
(٢) تدريب الراوي شرح تقريب النواوي، لعبد الرَّحمن السيوطي، ص ٣٩٩، طبعة مصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>