للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحجاز، كما كان لغيرهم من قبائل حرب أيضًا مثل هذا الدور. وهكذا فقد كانت العلاقة مع أمراء حائل من آل رشيد قوية وعريقة (١).

ومن هذه الخلفية التاريخية ظهر خلف بن ناحل، لكنّه أوجد لنفسه مكانة بارزة، صنعها بنفسه ولم يرثها من أحد. لقد بنى مجده معتمدا على عصاميته ونجاحاته الشخصية التي استثمرها بشكل جيّد وموّفق.

أما معلومات داوتي عن هذا الجانب من شخصية خلف بن ناحل فتتمثل في الإشارات المختصرة التي يمكن عن طريقها استنتاج معلومات تاريخية هامة بهذا الخصوص.

يقول داوتي في إحدى ملاحظاته واصفا ابن ناحل: (إن حياة ابن ناحل على ما فيها من الدَّعَة التي تضفي على من يعيش معه نوعًا من الابتهاج، لا تساوي شيئا إلى جانب نجاحه المتراكم. إن عربان نجد يطلقون على مثل هؤلاء الأشخاص: الأثرياء. لكنه اليوم شيخ عرب. وحيث إن العرب لا يجمعهم إلّا رابطة الدم فإن كثيرًا من أهل البيوت الذين يرحلون وينزلون مع ابن ناحل هم جماعته. إضافة إلى كونه من رجال ابن رشيد) (٢).

ويشير داوتي في موضع آخر إلى ممارسة خلف بن ناحل لغزو القبائل الأخرى فيقول: (وكأي بَدَوِي، فإن ابن ناحل يمارس الغزو مع جماعته، وغالبا ما يكون باتجاه عتيبة. وكانوا يستعدون للغزو في أحد الأيام القريبة القادمة) (٣).

[داوتي يصف ثروة ابن ناحل]

لقد تحدث داوتي عن ثروة خلف بن ناحل كثيرا، حتى بدا في مذكراته وكأنه يقدم تقريرًا اقتصاديا، حيث قدم معلومات مفصلة ودقيقة عن رأس مال هذا الشيخ العربي في قلب الصحراء. وسوف نستعرض فيما يلي مقتطفات مما أورد داوتي بهذا الخصوص:


(١) انظر جريدة عكاظ العدد ٦٢٧٠ يوم الأحد ٢٨ شوال ١٤٠٣ هـ الموافق ٧ أغسطس ١٩٨٣ م. مقال للأستاذ محمد حسين زيدان.
(٢) المصدر السابق ص ٣١٤.
(٣) المصدر السابق ص ٣١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>