للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤ - جنادة بن أبي أمية الزهراني الأزدي]

صحابي جليل، وقائد بحري محنَّك، وهو من كبار الغزاة في العصر الأموي وقد شهد فتح مصر (١) وكان قائدًا على غزو الروم من خلافة عثمان بن عفان (رضي اللَّه عنه) حتى زمن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان (٢) وروى بعض الأحاديث النبوية دعاه معاوية ليستشيره في إرساله في غزوة بحرية، فقال له جنادة: إنما أنا سهم من كنانتك، فارم بي حيث شئت".

وقال في أول غزوة له في البحر: "اللهم إن الطاعة علي وعلى هذا البحر، اللهم إنا نسألك أن تسكنه وتسيرنا فيه" (٣) وقد فتح جنادة جزيرة رودس سنة ٥٣ هـ (٤) وجزيرة أرواد سنة ٥٤ هـ (٥) ويقال أن معاوية أراد استلحاقه أخا كما فعل بزياد، فرفض جنادة ذلك (٦).

[٥ - عمرو بن الطفيل بن عمرو الدوسي]

صحابي جليل، ومحارب باسل، وكان من أصحاب الرايات، وقد قطعت يده في معركة اليمامة ثم صحت. وبينما كان جالسًا في مجلس الخليفة عمر بن الخطاب (رضي اللَّه عنه) إذ أتي بطعام، فتنحى عمرو. فقال له عمر بن الخطاب: "مالك؟ لعلك تتحفظ لمكان يدك". قال أجل. قال عمر: لا واللَّه لا أذوقه حتى تسوطه بيدك" ففعل ذلك ثم أكلا سويا (٧). وقد شارك رحمه اللَّه في حروب العراق، ولما توجه خالد بن الوليد لنجدة أبي عبيدة عامر بن الجراح في الشام، أرسله ليخبره بتوجه النجدة إليهم. وفي معركة اليرموك كان يحمل راية دوس، وقد أبلى في تلك المعركة بلاءً حسنًا، ثم استشهد رحمه اللَّه على يد جبلة بن الأيهم الغساني.


(١) ابن الأثير - اللباب في تهذيب الأنساب - ص ٥١٣.
(٢) القرطبي - المصدر السابق - ج ١ - ص ٢٤٤.
(٣) ابن عساكر - التاريخ الكبير - ج ٣ - ص ٤٠٩.
(٤) الطبري - تاريخ الأمم والملوك - ج ٤ - ص ٢١٤.
(٥) المصدر السابق - ص ٢١٨.
(٦) ابن حزم - المصدر السابق - ص ٣٨٦.
(٧) ابن حجر - المصدر السابق - ج ٢ - ص ٥٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>