للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دخولهم إلى هذه البلاد، وتعهدت بدفع تعويضات عمن يقتل منهم أو يفقد له متاع، أو إبل، ويثبت ذلك في أقسام الشرطة المحلية، وإذا تعذر الحصول على المفقودات أو المسروقات يتم التعويض.

يقول أحد المعاصرين: صرف للعقيلات عام ١٣٥٩ هـ من الحكومة البريطانية تعويضًا عن مائة وثلاثين رأسًا من الإبل (دية) لراعي قتل منهم وتعويضًا عن أمتعة وخروج سرقت منهم، فكان التعويض ثمانية جنيهات ذهبية عن رأس الإبل، وألفي جنيه (دية) الراعي المقتول، ومائة وعشرين جنيهًا عن الخروج والأمتعة.

[إقامة العقيلات]

ذكرنا في فصل سابق تفاصيل هجرات أهالي نجد بصفة عامة، وأهل القصيم بصفة خاصة، إلى البلدان العربية المجاروة، خلال القرن العاشر الهجري/ الخامس عشر الميلادي، بحثًا عن لقمة العيش الشريفة، ومحاربين داخل الجيوش العثمانية، باحثين عن اللؤلؤ في مياه الخليج العربي، وأدلاء للقوافل، وحراس عليها، وتجار يمارسون تجارة الإبل والخيول، واستوطنوا هذه البلاد مكونين أسرًا بمصاهرتهم لأهلها، لهم أعقاب وآثار فيها، مثل مسجد الرواف بالزبير، قهوة النجادا في البصرة، صوب عقيل، وديوانية في بغداد.

ثم تلتها هجرة ثانية في بداية القرن الثالث عشر الهجري/ أواخر الثامن عشر الميلادي، عندما احتلت القوات التركية بعض البلدان في نجد والقصيم وأخذت الكثير من زعماء هذه البلاد، وأقامت عليها أمراء مما دعا مجموعة من أهل القصيم للهجرة إلى الشام ومصر، واستوطنوا في هذه البلاد، ضاحية الميدان في دمشق - دير الزور - الغوطة - حمص - حماه - حلب (في سوريا، بلبيس - الزقازيق - المطرية - حلمية الزيتون - الصالحية - أبو كبير - أبو حماد - كفر نصار - إمبابة - مصر الجديدة (في مصر)، القدس - يافا - اللد - المجدل - العين (في فلسطين - جبل عمان - الزرقا - أربد - الرمثة - البلقاء - الكرك - معان - العقبة (في الأردن).

وقد ارتبطوا في هذه البلدان بالنسب من البدو والحضر على السواء وكونوا مجتمعات خاصة بهم، ولهم عادات وتقاليد خاصة بهم لم ينفصلوا عنها، إنهم

<<  <  ج: ص:  >  >>