للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"ما حال ومش" بمعنى كيف حال أمك؟، وهلم جرا، ومنه قول الشاعر من الفصيح:

إنما أمنحوي في مجلسه … كهلالٍ بانَ من بين امشغف

[شجاعة العسيريين]

والعسيريون من أشدّ رجال العرب بأسا وأقواهم شكيمة وأثبتهم جأشًا في مواطن اللقاء، وهم يحبون اقتناء السلاح، قل أن تجد بيتًا إلا وفيه ما يستظرف من السلاح ما بين بندق وجنبية وسيف، وهم وإن كانوا لا يحسبون حرفة البيع والشراء فهم أهل أسفار ضاربة في عرض الأرض وطولها، يتلمسون الاندماج في صفوف الجيش مع كل دولة تقوم في حدود الجزيرة العربية، ولهم حسن سيرة وأدب ووفاء مع مخدوميهم، ولكن سرعان ما ينحرفون عن الطاعة عندما يغص بهم الضيم؛ ولذا يقول منشدهم الشعبي إبان ولاية الأمير محمد بن عائض وقد اشتدت وطأته عليهم:

عسير نسمع للملك حد الرضا … وإليا غوى هبناه يذرا بالبطاح (١)

ولهم حسن جوار مع مجاوريهم من القبائل المتاخمة لهم ذلك لما للعسيريين من أحلام راجحة وعاقول ثابتة، ولما لهم من سابق سيادة على هذا الإقليم في الزمن الغابر.

(٢) ما ذكره علي بن أحمد عيسى عسيري عن قبائل عسير وديارها (*):

قال: يحسن هنا أن أشير إلى أن هذه القبيلة التي سنتحدث عنها هي تلك القبيلة التي اشتهرت حتى شمل اسمها كل القبائل القاطنة في المنطقة الممتدة من غامد وزهران شمالا حتى اليمن جنوبًا، ومن الدواسر شرقًا حتى البحر الأحمر غربًا (٢)، وأصبحت اليوم إقليمًا متميزًا من أقاليم المملكة العربية السعودية، وهذا


(١) قيلت هذه القصيدة الشعبية أثناء ثورة رجال ألمع في عهد الأمير محمد بن عائض، وقد تمكن الأمير محمد بن عائض من إخماد ثورة رجال ألمع بعد حرب طاحنة سقط فيها عدد غير قليل من الطرفين.
(*) عن كتاب عسير طبعة ١٤٠٧ هـ/ ١٩٨٧ م - مطبوعات نادي أبها الأزدي.
(٢) انظر: صفة جزيرة العرب، ص ٢٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>