للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آلاف فارس، قال عبيد الله: سأبعث إلى كل ألف ألفين، ودعا ربيعَةَ بن المخارق وعبد الله بن حملة الخثعمي ثم كتب إليهما؛ أيكما سبق فهو أمير على صاحبه، قال: فسبق ربيعَةَ بن المخارق فنزل بيزيد بن أنس وهو ببنات بلِّي، ثم إن ابن المخارق قاتل يزيد وقومه فهزموهم وخرجوا منهزمين حتى تلقاهم عبد الله بن حملة الخثعمي على مسيرة ساعة من تلك القرية فردنا فأقبلنا معه حتى نزل بيزيد ابن أنس، فبتنا متحارسين حتى أصبحنا فصلينا الغداة ثم خرجنا على تعبية حسنة على ميمنته الزبير بن خزيمة من خَثْعم وعلى مسيرته ابن قيصر القحافي من خَثْعم، فتقدم في الخيل والرجال فتقاتل الفريقان قتالا شديدًا حتى انتصر يزيد بن أنس وجيشه، فلما رأى ذلك عبد الله بن حملة الخثعمي أخذ ينادي أصحابه الكرة بعد الفرة: يا أهل السمع والطاعة فحمل عليه عبد الله بن قراد الخثعمي فقتله" (١). وكان هذا الرجل من الموالين للمختار وقد انحاز إليه عندما خرج على ابن المطيع بمائتين من قومه.

[٦ - ثورتهم ضد المختار مع أهل الكوفة]

لما مات يزيد بن أنس التقى أشراف النّاس بالكوفة فأرجفوا بالمختار وقالوا: قتل يزيد بن أنس ولم يصدقوا أنه مات، وأخذوا يقولون: والله لقد تآمر علينا هذا الرجل بغير رضا منا، ولقد أدنى موالينا وحملهم على الدواب وأعطاهم وأطعمهم وأتعدوا عند شبث بن ربعي فاجتمعوا وأتوا منزلة، فصلى بهم ثم تذاكروا هذا الحديث ثم ذهبوا إلى كعب بن أبي كعب الخثعمي فتكلَمْ شبث عنده، فحمد الله وأثنى عليه، ثم أخبره باجتماع رأيهم على قتال المختار وسأله أن يجيبهم إلى ذلك فرحب بهم كعب وأجابهم إلى ما دعوه، وسمي هذا اليوم بيوم السبيع (٢).

ونكتفي بهذا القدر اليسير من هذه الأيام التي حدثت في العهد الإسلامي ونقف عند هذا التاريخ وهو عام ٦٦ هـ، فلو توسعنا وذكرنا أكثر الأيام التي


(١) المصدر نفسه، ج ٦، ص ٤٢.
(٢) محمد أبو الفضل وآخرون "أيام العرب في الإسلام"، ص ٤٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>