ومع أن عسيرا تشتهر بكثرة القرى فيها، إلا أنه كان يوجد له حواضر يتركز فيها بعض السكان مثل:
أبها: وهي حاضرة بني مغيد وعاصمة عسير كلها. وتقع في الجانب الشرقي من بلاد عسير، في وهدة بين جبال جرداء. وهناك قرى أقل أهمية من أبها مثل: السقا، وطبب، وتيهان، والسودة (١).
[(٣) وذكر البلادي عن عسير وقبائلها في كتاب بين مكة وحضرموت التالي]
قال عن أبها:
وعلى ٥٥٠ كيلا من الطائف وصلنا إلى (أبها) المدينة الجميلة الرئيسية على ظهر هذه السراة الممتدة من الطائف إلى صنعاء، وهي متقدمة عمرانيًا، وبها قاعدة إقليم عسير، وجوها أجود جو في السراة ولها ضواح جميلة مثل: جبال السودة في الغرب، وبلدة القرعاء في الجنوب، وأهلها في الأصل قبيلة عسير العنزية، وديارهم تحيط بها ثم تأخذ إلى الغرب إلى تهامة. وتلتقي بالقرب منها حدود ثلاث قبائل كبار في المنطقة: عسير المتقدمة تحيط بأبها، وجل ديارها غربها وجنوبها حيث تقع السودة والقرعاء في ديارهم، وإلى الشمال الشرقي غير بعيد من أبها تبدأ ديار شهران العريضة ثم تأخذ من خميس بن مشيط باتجاه الشمال إلى بيشة مسافة تقرب من ٤٠٠ كيل، وفي الشرق من أبها تقع ديار قحطان، المذحجية الأصل، وتأخذ جنوبًا إلى ظهران اليمن، وشمالا مارة شرق ديار شهران إلى تثليث، وقد تنقطع ديارها في نصف تلك المسافة.
[متى تأسست أبها كمدينة؟]
أول ما رأيت ذكر أبها في "صفة جزيرة العرب" قال الهمداني: عسير قبائل من عنز، وعسير يمانية تنزرت ودخلت في عنز، فأوطان عسير إلى رأس تية وهي عقبة من أشراف تهامة، وهي أبها. وبأبها قبر ذي القرنين فيما يقال عثر عليه على رأس ثلاثمائة من تاريخ الهجرة. ثم عدد ديار عسير كما سيأتي عند الحديث عن