ثانيا: لقد كانت سيادة رقعة الأرض في الحجاز ونجد وجبل شمَّر تحت إمرة ثلاث قوى رئيسية هي: الأشراف في الحجاز، وبنو خالد بزعامة ابن عريعر في نجد، وشمَّر بزعامة الجربا في جبل شمَّر (جبلي أجأ وسلمى).
- فلو كانت الجربا من الأشراف لاتحدت مع الرئاسة التقليدية لها في عاصمة الأشراف مكة والمدينة.
ثالثا: لقد اعتمد المؤرخون الذين جاءوا بعد ابن سند وابن بشر وهما اللذان أرخا لحقبة تاريخية تعود إلى مائتي سنة خلت، وهي الفترة التي حكم فيها مطلق الجربا في حوالي عام ١١٨٠ هـ في جبل شمَّر وإن القصائد التي رثاه فيها ابن سند تعتبر من القصائد ذات الصبغة الأدبية الرائعة، وفي كل منها يذكر ابن سند بأن مطلقا يعود في نسبه إلى جده ثُعل بن قطرة من أحفاد طيئ الجد الأقدم لشمَّر، ولو لم يكن ابن سند في الموقع الذي أهله إلى أن يؤرخ في قصيدته حقيقة الانتماء لما أقدم على ذكر نسب مطلق ومن تلاه من مشايخ الجربا أمثال: صفوق وبنية، هذه القصائد التي سنوردها في الصفحات المقبلة علَّها تلقي بعض الضوء على حقيقة ما يقال وذلك بعد أن نتحدث عن أهم الشخصيات التي قادت شمَّر من أسرة الجربا.
[١ - الشيخ مطلق الجربا]
تعريف: هو الشيخ مطلق بن الحميدي بن محسن بن مقرن بن مشعل بن محمد بن زيد بن جعيري بن صلال بن مشعل بن غنام (صوت شمَّر) بن مانع ابن شلاش بن سالم بن محمد الحارثي .. والحارثي هو على ما نرجح هو: حريث بن زيد الخير ابن عم حاتم بن سعد الطائي؛ لأن كتب التاريخ تذكر أنه لزيد الخير ولدان هما: مكنف وحريث وقد اشتركا إلى جانب الصحابي الجليل خالد بن الوليد - رضي الله عنه - في حروب الردة.
ويذكر الرواة في التسلق مع شجرة نسب آل الجربا فيذكرون من أجدادهم: سراح وياس ودوك وزوبع، وكلهم أعلام صحيحة في مسيرة آل الجربا لكننا لا نستطيع تحديد أقدمية كل منهم تاريخيا. وهناك رأي آخر يقول بأن حريثا هو أب لزوبع الذي انضوت تحت اسمه عدة فروع من شمَّر التي يطلق عليها اسم سنجارة وهي: زامل وزميل وعلي والثابت - والله أعلم.