الكشكشة أو البشبشة: لاحظت في أهل النهم ظاهرة أخرى هي الكشكشة أو البشبشة. وقد لقيت صعوبة جمة في فهم كثير من أحاديثهم بسبب ذلك. وهي لهجة بمجوجة لا سيما بين النساء، وقد حاولت كثيرًا أن أفهم حديثهن فلم أفلح. ولهن في الحديث لهجة خاصة يستعملن فيه الألفاظ الغريبة بسرعة فائقة. وكثير من الأسماء والأفعال غريب على سماعي وطريقة التلفظ به أغرب.
ثم بمعني هنالك: ومن ألطف اصطلاحاتهم وأخفها على السمع كلمة "ثم" بمعنى هنالك: إذ يتلفظون بها على البديهة دون أي تكلف، يخاطبك بها الرجل والمرأة والغلام على السواء:"سرنا من امسفي وثم أو من ثم يطلع أموادي"(سرنا من السقي ومن هنالك يطلع الوادي).
الجمل المعترضة: لا أود إتعاب القارئ بما دونته من الاصطلاحات المركبة فاكتفي ببعضها، يغلب على أهل هذه البلاد إدخال جملة معترضة أثناء الحديث بقصد الدعاء والثناء والمديح على غرار.
إن الثمانين -وبلغتها- … قد أحوجت سمعى إلى ترجمان
يكون مخاطبك مسترسلا في الحديث وإذا به يزج بالجملة المعترضة:"إيه ونافداك""إيه واللي يسلملك". وقد تبلغ به المحبة أن يقول لك لزيادة التأكيد:"ربي يأخذني قبلك"، أو "ربي يديمك ويبقيك" وكثيرًا غير هذا.
ولا شك في أن دراسة اللهجات العامية في سائر البلاد العربية من المسائل الهامة جدا، ولكني واثق من أن اللهجات المحلية في عسير وتهامة وأطراف اليمن من أكثر الدراسات نفعًا لمعرفة الفوارق والعوامل في لغتنا العربية، وإني لأرجو أن يوفق اللَّه إلى إتمام مثل هذا البحث.
[مراسم الزواج]
يوشك السفور أن يكون عامًا في القرى وبين البادية في جميع أنحاء عسير وقحطان، والاختلاط بين الجنسين عام خلا نساء الأمراء والأعيان فإنهن لا يمتزجن إلا بأقاربهن الأدنين، ولا شك في أن الاختلاط بالغرباء يسبب مشاكل شتى،