للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجهات التي تعرف بأم، فعلمت أن التعريف بها قاعدة عامة عند الكثيرين منهم. وتبادر إلى ذهني ما كنت اسمعه عن قبيلة مهمة بجوار جيزان اسمها قبيلة "امحمد"، فإذا بها قبيلة "الحمد" عرف اسمها بأم. وحضرت عرضة قام بها أفراد قبيلة رجال ألمع المرسلين إلى ساحة الحرب مستبدلين برفاق لهم، فسمعتهم ينشدون:

علموا قحطان مع جمع اممشارق (١) … يحفظون امحد (٢) لا حيا بفارق

حتى يجون اممعي (٣)

يا عسير امهول ما هذي امقضيه (٤) … ودّنا نجران نهب له سربه

علموا ولد امأمام (٥) لا بد من صنعا ونحرق قصوره

قلب النون راء: طلبت من أمير عسير أن يرسل إلى منزلي بعض كبارهم للسؤال عن أحوالهم، فجاءني الشيخ زائد، وأدلى إلي بمعلومات نفيسة عن حالة قبيلته وقراها وأوديتها وأودية تهامة إجمالا. وقد عجبت من اصطلاح ذكره أمامي، فسألته عنه، فأوضح لي غامضه. كان يملي علي القرى والشعبان التي تصب في وادي حلي، فإذا به يذكر أمامي أن الوادي ينتهي في حلي "بر يعقوب" فاستغربت التركيب، ولما سألته عن بعض مشاهير القبيلة كان يذكر اسم الشخص ثم يردفه بكلمة "بر" ثم يذكر الوالد، فتبادر إلى ذهني أن أسأله عن اسم والدته، فسمعت عجبا، قال حفظه اللَّه: "أنا زايد بر غراره وأمي فاطمة أبرة محمد".

قلب الجيم ياء: ورجال ألمع وأهل عسير يقلبون أحيانًا الجيم ياء، فيقول أحدهم: "صليت في المسيد" يعني في المسجد، "ورأيت الريال" أي الرجال. لقد ذكرتني لهجة أهل عسير في قلب الأحرف بواقعة جرت لي ولبعض الرفاق في قرية "شقرا" من قرى بني سفيان بجوار الطائف حيث ذهبنا للنزهة، فسألنا أحد أهلها عن الوقت وكان قريب الظهر، فقال: "فات اللهر"، قلب الظاء لاما، وكان مخاطبنا يقلب الظاء والضاد لاما في جميع الكلمات التي وردت على لسانه في حديثنا معه.


(١ - ٥) ال بدل ام.

<<  <  ج: ص:  >  >>