للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وسم بني رشيد]

وهو الكفة ورسمه هكذا [رسم] ويعتبر الوسم العام للقبيلة، وتوضع شواهد أو علامات أخرى وتختلف هذه العلامات حسب كل فخذ من بني رشيد للتفريق بينها. وتوضع الكفة على الفخذ الأيمن للبعير.

ويؤكد الثقات من الرواة أن هذا الوسم هو وسم بني عبس من عهد قديم. ومما يؤكد حقيقة هذا الأمر هو وجود هذا الوسم لقبيلة عبس الغطفانية في صعيد مصر التي هاجرت بعد أحداث أواخر القرن السابع على قبيلة عبس في الجزيرة العربية والتي تغير اسمها إلى بني رشيد نسبة إلى رشيد العبسي كما تقدم. وإذا وجد هذا الوسم (١) عند بعض القبائل في موضع آخر للبعير فهذا يرجع إلى حلف قد عُقد بين القبائل في حقبة من الزمن مع عبس (٢) التي كان لها قوة ونفوذ كبيرين في جزيرة العرب.

يقول شاعر بلِّي "التلفيه" يذكر بني رشيد في غزوة منهم على إبل لقومه:

اللي ربوع قلوبهم شوف أثرنا … وسَّامة الكفه عسى مالهم دار


(١) وليس صحيحًا قول البعض أن تشابه وسوم بعض قبائل كون اشتراكها في أصل واحد، لأن الكفة توسم لبعض قبائل في الجزيرة العربية وخارجها وتختلف بين القبائل في مكان وضعها على فخذ البعير أو ساقه (عصبة الساق) فالشرارات وبعض العوازم في الشمال ومطير في مصر والأردن وبني صخر كلها تضع هذه العلامة بخلاف بني صخر فيسمونها الطوق ومن ثم أطلق عليهم (الطوقة)، والراجح أن هذا الوسم يجمع بين قبائل تحالفت في زمن معين، واشتراك الوسوم بين القبائل له أمثلة كثيرة (انظر وسوم قبائل عنزة واختلافها فيما بينها واشتراك قبائل أخرى في بعضها رغم أنها ليست من أرومة عنزة).
(٢) يقول رعاة الإبل من بني رشيد ضمن حداء الإبل:
بركّن حيران عبس … بين ظل وبين شمس

<<  <  ج: ص:  >  >>