قبائل شمَّر سواء كانت طائية أو قحطانية في الأصل بدو رحَّالة، مالت جماعات منها إلى الأرياف واتخذت الزراعة مهنتها، ولكن لا يزال القسم الأكبر - موضوع بحثنا - على حالته الأولى .. ولكل قبيلة من قبائلها رئيس لا يتجاوز نفوذه نطاقها، ويحتفظ ببيت الرياسة، وله مكانته المحترمة وسلطته القاهرة، والرياسة العامة لآل محمد كما تقدم.
جاء هؤلاء العراق بصورة متأخرة، ومتوالية، وكانت حالتهم إيان ورودهم العراق على اتفاق مع فريق من القبائل وحرب مع آخر استفادة من الأوضاع والحالات الراهنة، وهكذا ما يقع بين الفروع من ألفه أو عداء، وكان قد تم نزوح قسم من القبائل أيام مجيء آل محمد، وقسم آخر كان قد سبقهم في سكنى العراق، وهكذا حتى كادت تتكامل جموعهم.
وكانت قد أثرت عليهم قبائل عَنَزة العدنانية كثيرًا، مالت هذه الأخيرة إلى أرياف العراق، وصادف مجيئها في هذا الزمن، وصارت في نزاع وقراع بينها وبين القبائل العراقية من جهة، وبينها وبين قبائل عَنَزة الكبرى التي ركنت إلى العراق وسورية من أخرى، فكان لهذا الوضع حكمه.
[ب - القبائل الطائية]
والقبائل الطائية من شمَّر ترجع في الأصل إلى قبيلة طيئ واتصالها بعيد جدًّا ومنها ما تمت رأسا إلى شمَّر ومنها إلى الطائية، وقد أوضحنا العلاقة فيما سبق ولكن كل قبيلة منها احتفظت باسمها، وانفصلت بهذه التسمية الخاصة عما تمت إليه، والمعروف أن الكثير من هذه الطوائف والفروع أو الأفخاذ الجديدة اشتهرت بأسماء جديدة إلَّا أن القسم الآخر حافظ على التسمية الأولى.
[١ - قبيلة الخرصة]
هذه من قبائل شمَّر الشهيرة، وهي عضد آل محمد (أمراء شمَّر) ولا يفرقون هذه القبيلة من أنفسهم، ولا يتهاونون في شأنها، بل يناضلون عنها