كانت تعيش قبيلة جُهَيْنة في بلادها في شبه عزلة وإخلاد إلى السكون، وجهينة منازلها ينبع ومنازل أخري، ولعلنا نقول أن عزلة القبيلة هي التي سبت قلة المروي من شعر شعرائها المتقدمين، ومع ذلك ففي كتب الأدب مجموعة من الشعر منسوبة إلى قبيلة جُهَيْنة، وما نقدمه في هذا الفصل هو كلّ ما عثرنا عليه.
الشاعر: سَلَمة بن الحجاج الجهني
ومن مشاهير شعراء جُهَيْنة الشاعر سَلَمة بن الحجاج الجهني الذي أورد البحتري في حماسته له هذه المقطوعة التي يقول فيها:
ردينة لو علمت غداة جينا … على أضمامنا وقد اجتوينا
فقالوا بآل بُهْثَة إذا لقونا … فقلنا أحسنوا قولًا جهينا
فلما أن تلاقينا، وثبنا … جنحنا للكلاكل، وارتمينا
فلما لَمْ ندع قوسًا وسهمًا … مشينا نحوهم، ومشوا إلينا
تلألؤ مزنة رافت لأخرى … إذا عجلوا بأضياف ردينا
شددنا شدة، فقتلت منهم … ثلاثة فتية، ورميت فينا
وشدوا مثلها أخرى علينا … فجروا مثلهم، ورموا جوينا
فآبوا بالرماح محطمات … وأبنا بالسيوف قد انحنينا
وباتوا ليلهم ولهم أحاح … ولو خفت لنا الجرحي سرينا
وهذه القصيدة قالها في وقعة جرت بينهم وبين بني سُلَيْم، ولعلنا نجد على نمط هذه القصيدة قصيدة في مراجع أخرى منسوبة لشاعر آخر من جُهَيْنة وهو