للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفدين والسكير والمعارك والشرعية والبليخ ويوم الحشاك، وهذا اليوم الأخير - يوم الحشاك - هو الذي قُتل فيه عمير بن الحباب السُّلَمي. قتله بنو تَغْلِب (١). وكان بطل هذه الوقائع كلها.

وقد استَشهَد "المُبرَّد" بقول عمير بن الحُباب السُّلَمي:

أنا عمير وأبو الْمُغَلِّسْ … وبالقناة مازِنِيٌّ مِدْعَسْ

استشهد به على أنَّ معنى: (دعسه بالرمح: طعنه).

وكان مقتل عمير بن الحباب بسنة ٧٠ هـ - ٦٩٠ م (٢).

عبيدة (أو) عبيد بن عبد الرَّحمن السُّلَمي (٣)

هو أخو الأعور السُّلَمي أو ابن أخيه، هكذا نسبوه، وأرى بناءً على ما سبق عن أبي الأعور أن المناسب أن يكون عبيدة، حفيده أو ابن عم أبيه.

قَدِم عبيدة أو عبيد بن عبد الرَّحمن السُّلَمي إلى "إفريقية" في سنة عشر ومائة، واليًا عليها من قبل هشام بن عبد الملك الخليفة الأموي بدمشق.

وقد حَدَّثَ موسى بن أشعث عن قصة مقدم عبيدة أو عبيد من المشرق إلى المغرب - كما شاهدها - وهي قصة طُرَيْفَةُ ومثيرة تعبِّر عن نفسية عبيدة أو عبيد السُّلَمي وعن اتجاهاته وأخلاقه، وخاصة في الفقرة التي يُخاطب فيها الأميرُ عبيدةُ أو عبيدٌ هذا الرجلَ الذي يقابله مصادفة وهو على مداخل القيروان، وأعني به موسى بن الأشعث فيقول له: (أنا أميرك عبيدة بن عبد الرَّحمن)، وهذا اعتزاز واضح بالنفسِ وبالمنصب، لعله هو الذي حمله على أن ينكل بكبار النّاس في أفريقية عَقِبَ مباشرته لأعمال منصبه، وكان من هؤلاء "أبو الخطَّار" ابن ضرار


(١) الأعلام للأستاذ خير الدين الزركلي، ص ٢٦٤، المجلد الخامس، طبع مصر، الطبعة الثانية.
(٢) الكامل للمبرد، ص ٣٩، الجزء الأول طبع مطبعة نهضة مصر.
(٣) في كتاب جمهرة أنساب العرب، لابن حزم، ورد اسمه هكذا: "عبيد بن عبد الرَّحمن بن عبد الله بن أبي الأعور"، وقال عنه: "ولّي أفريقية". وكذلك اسمه عند ابن خلدون، ففي كتاب العبر لابن خلدون، أنه: "عبيد بن عبد الرَّحمن بن عبد الله بن أبي الأعور السُّلَمي"، ص ٦٣٦، المجلد الثاني. وفي تاريخ أفريقية والمغرب للرقيق القيرواني، ص ١٠٤ ورد اسمه (عبيدة) بالتاء المربوطة، وفي الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى - لأحمد بن خالد الناصري، أنه "عبيدة بن عبد الرَّحمن السُّلَمي" أيضًا وأنه ابن أخي أبي الأعور السُّلَمي وقيل ابن ابنه"، ص ١٠٤، المجلد الأول، طبع دار الكاتب بالدار البيضاء بالمغرب الأقصى.

<<  <  ج: ص:  >  >>