في شهر رمضان عام ١٢٩١ هـ - الموافق ١٨٧٤ م، رجع الإمام عبد الرحمن ابن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، من بغداد إلى الإحساء، ومعه فهد بن صنيتان، وعندما وصلا إلى الإحساء انضم إليهما عدد كبير من العجمان وآل مُرَّة، وقد طلب الإمام عبد الرحمن من هل الإحساء مناصرته على طرد جنود الأتراك من الإحساء، واستجاب عدد كبير جدًّا من أهالي الإحساء للإمام، وقد وضع خطة للهجوم، اعتمدت على ضرب حصار شديد على الحاميات العسكرية التوكية وهم في حصونهم، واستمر الحصار من شهر رمضان حتى شهر ذي القعدة عام ١٢٩١ هـ - الموافق ١٨٧٤ م، مما جعل والي الإحساء يرسل نداءً إلى متصرف بغداد طالبًا منه النجدة.
معركة الحزم والوزية ١٣٢٤ هـ -١٩٠٦ م
في البداية لا بد أن نستعرض سير الأحداث التي اندلعت قبل نشوب معركة "الحزم والوزية"، وأهمها تلك الأحداث التي وقعت بين عساكر طالب باشا النقيب وقبيلة آل مُرَّة والهواجر، وهي معركة صغيرة سميت معركة "قهدية"، وهو اسم لمكان يقع بين الإحساء والعقير يطلق عليه اسم "قهدية".
ففي عام ١٣٢٠ هـ - الموافق ١٩٠٢ م، طلب شيوخ قبيلة آل مُرَّة، وشيوخ قبيلة الهواجر زيادة مرتباتهم من المتصرف العثماني في الإحساء، فلم يلب طلبهم، فتمردوا عليه، وقرروا التعرض للقوافل وانتهابها، وبالفعل بدأت تحرشاتهم بالقوافل التي يقوم على حراستها عساكر الترك، وقتلوا عدم كبيرًا من أفرادها، ولم تسلم منهم القوافل ركم وجود حراسة رسمية من جنود الحاكم العثماني في الإحساء، وتمادوا في غاراتهم حتى أصبح الرحَّالة يخشون السفر في طرق القوافل التي تمر بمنطقة الإحساء، ومن جراء ذلك تأثرت هيبة الدولة العثمانية الممثلة بمتصرف الإحساء وقواته المسلحة.