للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسبباتها ويتعرف على نتائجها، ولعمر الحق لقد قال الحق ولم يبق لي بعده تعليق فقد قطع قول كل خطيب.

[أمير الحج المصري ينجو بجلده]

وفي سنة (١٢٠٠ هـ) خرجت بعض القبائل من حرب على أمير الحج المصعري فأسر نفرًا منهم وأمر بكيهم بمحاور محماة في خدودهم ليبقى ذلك وسمًا يعرفون به، فتشفع فيهم بعض مشايخهم فأبى وأجرى عملية الوسم، فصاح صائحهم "يا لقبائل حرب" (١) فاجتمعوا من كل واد وأعملوا السيف في الحملة المصرية ومن يتبعها من الحاج حتى لم ينج منها إلا من استطاع الهرب وكان أمير الحج أحد الهاربين.

قلت: وقد حكى لي أحد المعمرين عن شاهد عيان، فقال: لقد تشاور مشايخ حرب قبل الهجوم على العسكر المصري فقرروا أن يطلبوا من الحاج الابتعاد عن العسكر فنادى مناديهم "حَوْزَه يا حجاج حَوْزَه" ولكن أمير الحاج المصري أوهمهم بأن القبائل تريد عزلهم لنهبهم، وأكد لهم أن ما معه من جيش قادر على حمايتهم، وتجاوز ذلك فوزع عليهم الأسلحة فأخذوا يصبون البنادق إلى رجال القبائل وهم في ثياب الإحرام. وكان سبب هذه الواقعة منع أمير الحج المصري صرف مخصصات بني حرب المقررة سنويًا.

والنجديون أيضًا يغزون حربًا:

وفي سنة (١٢٠٧ هـ) غزا حجيلان بن أحمد أمير ناحية القصيم بجيش من أهل القصيم وغيرهم فأغار على بني عمرو وهم من بوادي حرب فقتل منهم رجالًا وأخذ إبلًا (٢).


(١) صيحة حرب كانت (حرب يا ربعي).
(٢) عنوان المجد ج ١، ص ١٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>