للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَرِنُّ عليه أمُّهُ بانتحَابِهَا … وتقشر جلْدَيْ مَحجريَها من الحَكّ

ليرفَع أقوامًا حُلُولي فيهم … وَيُزري بقوم -إن تركْتُهم- تَرْكي

وَحِصنِي سَراةُ الطَّرفِ واليَّفُ مَعْقَلِي … وَعِطَري غُبَارُ الحرْبِ لا عَبَقُ المِسْك

تَتُوَق غَداةَ الرُّوع نَفسي إلى الوَغَى … كَتَوقِ القَطَا تَسْمُر إلى الوَشل الرَّكِّ

ولَسْتُ بِرِعْدِيدٍ إذا راع مُعْضِلٌ … ولا في نَوادِي القَوم بالضَّيِّق المُسْك

وَكَمْ مَلَكٍ جَدَّلتُهُ بِمُهَنَّدِ … وسَابِغَةٍ بَيْضَاءَ مُحْكَمَةِ السَّكِّ (١)

هذا هو سبب فرار معاذ إلى أخواله لأنه ارتكب جرمًا في أهله؟

فأقام في أخواله زمانًا، ثم إنه خرج مع بني أخواله في جماعة فتيانهم يتصيدون، فحمل معاذ على عير، فلحقه ابن خال له يقال له الغضبان، فقال: خل عن العير.

فقال معاذ: لا، ولا نعمت عين.

فقال له الغضبان: أما واللَّه لو كان فيك خير لما تركت قومك.

فقال معاذ: زُرْ غِبًا تزدد حبًا، فأرسلها مثلا، وهو أول من قال ذلك، ثم أتى قومه فأراد أهل المقتول قتله، فقال لهم قومه: لا تقتلوا فارسكم وإن ظلم فقبلوا منه الدية.

ومن هذا المثل قال الشاعر:

إذا شئتَ أن تُعْلَي فَزُرْ متواتِرًا … وإن شئت أن تَزْدَادَ حُبًّا فَزُرْ غِبًّا (٢)

معبد (*) الخزاعي

معبد الخزاعي، الذي رد أبا سفيان يوم أحد عن الرجوع إلى المدينة: ولقد وردت الرواية في سيرة ابن هشام والكامل في التاريخ، وأسد الغابة وكانت واحدة، وأخذت الرواية من أسد الغابة، والشعر من سيرة ابن هشام:


(١) مجمع الأمثال ١/ ٣٢٢.
(٢) أمثال الميداني ١/ ٣٢٣.
(*) سيرة ابن هشام ق ٢/ ١٠٢، ٣/ ٢١٠. الكامل في التاريخ ٢/ ١٦٤. أسد الغابة ٥/ ٢١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>