للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التشرذم، فقد حالت الظروف الصعبة السائدة في منطقتهم دون تحقيق المغامرة الشهيرة التي قام بها الشيخ كريم حتى عام ١٣٤٢ هـ.

في عرين الأسد (١):

عقدت الجلسة الأولى في مؤتمر الكويت في ٧ جمادي الأولى عام ١٣٤٢ هـ (الموافق ١٧ كانون الأول عام ١٩٢٣ م) لفض المنازعات بين نجد والعراق، وترسيم الحدود بين نجد وشرق الأردن، والبحث في مشاكل نجد والحجاز، وقد تلا الجلسة الأولى ثلاث جلسات لم تؤد جميعها إلى نتائج، وتوقفت المحادثات. وفي كتاب من القصيم مؤرخ في ١٤ رمضان ١٣٤٢ هـ، أصدر (عظمة السلطان) (٢) عبد العزيز أمره المتضمن: (قد جئنا القصيم لأمور لابد منها ومنها الاستعداد للطوارئ، فقد عينا عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود أميرًا في حائل وجعلنا المنطقة الشمالية بما فيها القصيم والجوف وخيبر تحت إمرته وزودناه بالتعليمات الكاملة، والقوة الكافية، والصلاحية الواسعة، وبدلنا أيضًا أمير الجوف فعينا مكانه عبد الله بن محمد بن عقيل وأصحبناه بما يلزم من القوة) (٣) ومن خلال الفراسة، رأى الشيخ كريم أن المستقبل سيكون لذلك البطل (عبد العزيز) وأن نجم الشريف حسين بن علي بدأ في الأفول، وقد شجع ذلك الشيخ علي القيام بالمجازفهّ والتوجه لمقابلة الملك عبد العزيز رغم خطورة ذلك وقبل نهاية ذلك العام عزم أمره وأسرّ بذلك لشقيقه محمد وبعض المخلصين من شيوخ وأعيان القبيلة.

وخشية من أن يصل الخبر إلى قوة الشريف المتواجدة في منطقتهم، كتم الشيخ كريم أمر الرحلة، وأشاع بأنه سيقوم بغزو على ضواحي الجوف، وغادر مضارب القبيلة فجرًا في كوكبة من الأعيان تقدر بخمسة عشر هجانًا، وكان بعضهم من خارج القبيلة، وهم عودة بن زعل أبو تايه، ونصير بن جويعد أبو تايه، وعيد بن جازي


(١) عرين الأسد (الرياض)، مقر الملك عبد العزيز وعاصمة الدولة الفتية.
(٢) كان هو لقب الملك عبد العزيز في هذا الوقت.
(٣) أمين الريحاني: تاريخ نجد الحديث، دار الجيل الجديد، بيروت، ١٩٨٨ م، الطبعة السادسة، ص ٣٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>