للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مناحي بن معدل السهلي (١)

أحد شيوخ الظهران واشتهر بالكرم والشجاعة وكان شاعرًا مجيدًا، وإياه يعني أحد العزة من قبيلة سُبيع حينما خاطب نفسه بقوله:

اصبر كما يصبر مناحي على الضيف … وإلا كما يصبر رماح على الورد

ومن قصص كرمه أن عجران بن شرفي السُبيعي الشاعر المعروف حل ضيفًا عليه وكان معسرًا ومن سوء حظه أن إبله كانت واردة فما كان منه إلا أن ذبح ناقة عجران بن شرفي تكريمًا له، ولما قدم مناحي الوليمة لضيفه وضع عجران يده على السنام وأخذ يتلمسه (٢) وكان ذكيًّا فشك أنها ناقته فقال لمناحي ذبحت ناقتي يا مناحي، فقال مناحي: هذه كرامة لك، وناقتك ستأتي مع الإبل القادمة.

وقد ذكر الشاعر عبيد بن عشان السهلي هذه القصة في إحدى قصائده التي يقول فيها:

ومناحي كنه على كيس بترون … وإلا على شط البحر باسمهان

والبيت يرفع كنه القيف يبنون … وحيل على صحن كبير الصياني

وعجران جاهم مع نكيف يخطرون … وذبح ذلوله كرَّمه جاه عانِ

وقال العوض في غيرها لين ترضون … فج العضود ومن مبار المثاني

ومن قصصه أنه تجاور مع سلمان بن سدران القريني وكان كلاهما كريمًا ويتسابقان في استقبال الضيوف لإكرامهم فكل واحد منهما يريد أن يسبق جاره ليكرم الضيف القادم، واستمرا على هذه الحال فترة إلا أنهما اجتمعا واتفقا أن يكون القادم من أسفل وادي حنية لمناحي والقادم من أعلاه لسلمان.


(١) مناحي بن برجس بن هندي بن لافي بن معدل السهلي.
(٢) كان عجران كفيفا.

<<  <  ج: ص:  >  >>