للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولأبي الصلت بيتان من مقذع الهجاء على غرار هجاء الحطيئة أو أشد إقذاعًا، وهما في أبي عُذَافر وَرْدِ بن سعد أو ابن عبد الصمد الْعَمِيِّ الشاعر، وها هما بحذف الكلمة المقذعة الواردَة في الشطر الأول من البيت الأول:

وكان اسمه فيما مضى … أمَّهُ … يُسَمَّى به في كل بَدْوٍ وحاضرِ

فلما اكتسى ريشًا وعاد جناحه … تَسَمَّى بِوَردٍ واكتَنى بعذافرِ (١)

موسى بن محمد السُّلَمي: أبو عمران

شاعر بصري مسجدي متوكلي، من شعره في الشيب والخضاب قوله:

قعد الشَّيْبُ بي عن اللذات … ورماني بجفوة القينات

فإذا رُمْتُ ستره بخضاب … فضحته طلائع الناصلات

ما رأيت الخضاب إلا سرابًا … غَرَّ في لمعه بأرَض فلاة

فإذا ما دعا إلى الناس داع … قلتُ ما للكبير والشربات؟

لستُ بعد الشباب ألتَذُّ بالعيـ … ـش فدعني وغصَّة العبرات

إنَّ فقد الشباب أنزلني بَعْـ … ـدَكِ دار الهموم والحسرات

ورماني بأسهم الشيب دهر … قارعتني أيامه عن حياتي

ويفوح من هذا الشعر أن الشاعر صوفي النزعة فهو من طراز أبي العتاهية في شعر الزهد المُتَصَوِّف.

وله بيتان ينمان عن "تزهده" في شعره .. قال يُخاطب شخصًا كبيرًا يهابه ويقدِّره، ولعل هذا الشخص وجه إليه إساءةً ما، وحاول إلصاقها بموسى:

أتلزمني ذنبًا، وأنت جنيته … ولكني أخشاك أن أتكلما

ولولا اتقائي أن تميتك دعوتي … دعوتُ على ما كان أخفى وأظلما (٢)

ابن الطريف السُّلَمي اليمامي

علي بن سليمان، ونسبته إلى اليمامة تدل إمَّا على ولادته بها أو سكناه


(١) كتيب "الورقة" لأبي عبد الله محمد بن داود بن الجراح، ص ٣، طبعة دار المعارف بمصر.
(٢) معجم الشعراء، ص ٢٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>