القطر الجزائري، وتمتد المساكن من الحدود التونسية إلى المنطقة الواقعة بين مدينتي باتنة، وبسكرة ومركزهم الرئيسي قرية لمبيز بجوار مدينة باتنة، وهم كثيرو الشبه بسكان شمال أوروبا من حيث زرقة العيون وكذلك شقرة الشعر، وهاتان الصفتان أكثر انتشارًا في شاوية أوراس منها في أي جهة أخرى من جهات الجزائر.
وكلمة شاوي أُطلقت في الأصل على سبيل الاستهزاء ثم صارت اسم جنس يُطلق عادة على عدة جماعات في بلاد المغرب العربي، أهمها شاوية تامسنا في مراكش (المملكة المغربية) ثم يليها شاوية أوراس في الجزائر، وكما يُطلق اسم الشاوية على بربر زناتة وهوارة الذين امتزجوا بعناصر عربية، ويغلب على هذه الجماعات الجنوح إلى الشقاق العقائدي والديني فيما بينها، وكانت كتلة جبال أوراس التي تعيش في كنفها قبائل الشاوية وعلى الأخص في مقاطعة قسنطينة مركزًا لمقاومة الخوارج الأباضية في القرن الثامن عشر الميلادي، والظاهر أن اسم شاوية قد ظهر لأول مرة في كتاب ابن خلدون، ويبدو أن الشاوية الذين ذكرهم لم يكونوا من شاوية تامسنا بمراكش وإنما هي من القبائل التي تسكن في شرق مراكش بجوار قبيلتي الهوارة والزكارة، إذ شاوية تامسنا يحتلون في الشمال الشرقي لمراكش والمجرى الأسفل لنهر أم الربيع ويقال: إنهم حين انحدروا من قبائل زناتة والهوارة الذين أسكنهم المرينيون في تلك الجهة واختلطوا بعد ذلك بمن بقي فيها من قبيلة برغواطة المارقيين سكان هذا الإقليم، وعندما تم اختلاطهم بالعرب الذين استقدمهم السلطان الموحدي (دولة الموحدين) يعقوب بن يوسف المُلقَّب بالمنصور من إفريقيا (تونس) في الفترة الواقعة بين عامي ١١٨٤ - ١١٩٩ م غلبت على لهجتهم القَبَلية اللغة العربية، غير أن عددًا كبيرًا منهم ما زالوا يحتفظون بلهجتهم من اللهجات البربرية بحكم إقامتهم في مناطق جبلية منعزلة.
[نبذة عن زناتة]
وهي من قبائل الشاوية الرئيسية، وقد أطلق المؤرخون العرب على إحدى المجموعتين الكبيرتين من البربر اسم رناتة، وقبائل زناتة رُحَّل في الغالب وهم