للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحك! عزَّة جارية صغيرة وليس فيها وفاء لحقك فأحله على إحدانا، فإنها أملأ به منها وأسرع له أداء.

فقال: ما أنا بمحيل حقي عنها. ومضى لوجهه، ثم رجع إليهن حين فرغ من بيع جلبه فأنشدهن فيها:

نَظَرْتُ إليها نَظْرَةً وهي عَاتِقٌ … على حين أن شَبَّتْ وَبَانَ نُهُودُهَا

وَقَدْ درَّعُوهَا وهي ذَاتُ مُؤَصَّد … مَجوبٍ ولمَّا يَلبَسُ الدّرعُ رِيدُهَا (١)

منَ الخَفِراتِ البيض وَدّ جليسُها … إذا ما انْقَضَتْ أحْدُوثةٌ لو تُعيدُها (٢)

فقلت له: أبيت إلا عزَّة! وأبرزنها إليه وهي كارهة، ثم أحبتَّه عزَّة بعد ذلك أشد من حبه إياها (٣).

[وصف عزة]

عن قسيمة بنت عياض بن سعيد الأسلمية، وكنيتها أم البنين قالت: سارت علينا عزَّة في جماعة من قومها بين يدي يربوع وجُهينة، فسمعنا بها فاجتمعت جماعة من نساء الحاضر أنا فيهن، فجئنا فرأينا امرأة حلوة حُميراء نظيفة فتضاء لنا لها، ومعها نسوة كلهن لها عليهم فضل من الجمال والخلق إلى أن تحدثت ساعة فإذا هي من أبرع الناس وأحلاهم حديثًا، فما فارقناها إلا ولها علينا الفضل في أعيننا، وما نرى في الدنيا امرأة تروقها جمالا وحسنًا وحلاوة (٤).

الشك في عشق كُثَيِّر:

قال ابن سَلام: كان كُثَيِّر مدعيًا ولم يكن عاشقًا، وكان جميل صادق الصبابة والعشق. . . عن أبي عبيدة قال: كان جميل يصدق في حبه وكان كُثَيِّر يكذب.


(١) المؤصد: صدار تلبسه الجارية (الفتاة الصغيرة). والمجوب: الذي جعل له جيب. وريدها: تربها وندها.
(٢) والخَفَارَةُ: شدة الحياء. وخَفِرَت المرأة خَفَرًا: اشتد حياؤها.
(٣) الأغاني ٩/ ٢٥.
(٤) الأغاني ٩/ ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>