للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(٥) ما ذكره فؤاد حمزة في كتاب "في بلاد عسير" عن قبائل عسير وديارها وعاداتها]

قال: "عسير" كاسم جغرافي، اصطلاح حديث جدا، يعود تاريخ استعماله إلى حوالي مائة وخمسين عامًا، ولكنه كاسم قبيلة أو حلف من القبائل، اصطلاح غاية في القدم. والأصل في الاصطلاح الجغرافي هو إطلاق اسم القبيلة على البلاد التي تسكنها، فيقال بلاد عسير أو ديرة عسير، ويقصدون بذلك أوطان القبيلة الشهيرة التي تسكن أعالي السراوات، وعلى الأخص سراة الأزد، ثم أهملت النسبة واشتهرت البلاد باسم عسير وفي العهد العثماني جعلت بلاد عسير "متصرفية" باسم "متصرفية عسير".

أهمل قدماء مؤرخي العرب اسم "عسير" كبلاد، ولم يرد ذكرها في تقاسيم بلاد العرب المعلومة وهي: الحجاز واليمن وتهامة ونجد والعروض. وجعلوا حدود اليمن متصلة بالحجاز من ناحية السراوات ومن ناحية تهامة. وقد أشار إلى ذلك ابن خرداذبة حيث قال: "وفيما بين سروم راح والمهجرة طلحة الملك، شجرة عظيمة تشبه الغرب غير أنها أعظم منه، وهي الحد ما بين عمل مكة وعمل اليمن" (١). وقال "ياقوت": "مهجرة" بلدة في أول أعمال اليمن بينها وبين "صعدة" عشرون فرسخًا (٢) وكانوا يطلقون على هذه البقعة من بلاد العرب: "بلاد السراة" وينسبون كل سراة إلى القبائل الساكنة فيها مثل "سراة جبلان" و"ألهان" و"المصانع" و"قدم" و"عذر" و"هنوم" و"سراة خولان" و"جنب" و"عنز" و"الأزد" وغيرها (٣). وكانوا يسمونها كما قال "ياقوت" (٤): "طودًا" بفتح أوله وسكون ثانيه والدال: اسم علم للجبل المشرف على "عرنة"، وينقاد إلى "صنعاء"، ويقال له: "السراة". وكذلك سماها "الهمداني" (٥).


(١) المسالك والممالك ص ١٣٥ و ١٣٧.
(٢) معجم البلدان م ٨ ص ٢٠٨.
(٣) صفة جزيرة العرب للهمداني ص ٦٨ - ٧٠.
(٤) صفة جزيرة العرب ص ٧١، ١١٨ ومعجم البلدان م ٦ ص ٦٧.
(٥) صفة جزيرة العرب ص ١١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>