للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أدركت قبائل المنتفق والعجمان بأن الهزيمة ستكون من نصيبهم لاذوا بالفرار (١).

[المنتفق]

لواء (سنجق) تابع لولاية البصرة، وقد اشتق اسمه من قبائل المنتفق التي تقطنه، والتي يختلف في سبب تسميتها بذلك الاسم، ففي حين يقول البعض: إنه تحريف لكلمة "المتفق" التي أطلقت على تلك القبائل إثر اتفاقها على تكوين حلف فيما بينها، بينما يقول البعض الأخر أنه نسبة للـ "المنتفق بن عامر بن عُقَيل" الذي هو الجد الأعلى لأكثرهما، فأطلق اسمه عليها وعلى من انضم لها قرابة، أو حلفا، من باب إطلاق الجزء على الكل وهو الأصح.

وعلي لفظ تلك الكملة هناك خمس لغات هي:

"المتفق" بالقاف و"المنتفك" بالكاف و "المنتفج" بالجيم و"المنتفك" بالكاف الفارسية، و "المنتفج" بالجيم الفارسية، وأولاهما أفصحها.

ويبدو أن استقرار تلك القبائل كان في جنوب العراق، وتاريخ الأحداث لهذه القبائل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتاريخ "آل سعدون" (٢).

معركة مَلح ١٢٧٦ هـ -١٨٥٩ م

يقال: إن قبيلة العجمان أظهرت تمردًا على الإمام فيصل بن تركي آل سعود، ثم ارتحلوا إلى الكويت ونزلوا بمنطقة الصبيحية، وهذه المنطقة تكثر فيها آبار المياه العذبة، وهي تبعد عن مدينة الكويت حوالي ٦٠ كم، فأمر الإمام فيصل ابنه الأمير عبد الله أن يتجهز لغزوهم فاعد لهم الفرسان، وخرج من الرياض في آخر شهر شعبان عام ١٢٧٦ هـ الموافق ١٨٥٩ م، ومعه جماعة من أهل الرياض، والخرج، والحوطة، والوشم، وسدير، والمحمل، ومعه أيضًا ائتلاف من قبائل سُبيع، والسهول، ومُطير، وقحطان، وتوجهوا جميعهم إلى الكويت، فوجدوا العجمان


(١) الزير في خمسين عاما يوسف حمد البسام - ط ١٩٧١ - الكويت ص ٩٨.
(٢) الأوضاع القبلية في البصرة د خالد حمود السعدون ط ١، ١٩٨٨ ص ١٧، شركة الربيعان للنشر - الكويت.

<<  <  ج: ص:  >  >>