من عبد العزيز المؤمن القوي العامل بتعاليم الدين الإسلامي على نصرة هذه التعاليم ونشرها في جميع أرجاء شبه جزيرة العرب حيث جاهد جلالته من أجل ذلك قرابة اثنين وثلاثين عامًا.
وتوج هذا القائد الفذ ذلك بأعظم معجزة تشهدها جزيرة العرب في القرن العشرين عندما أعلن عام ١٣٥١ هـ اسم المملكة العربية السعودية مما جعل المملكة محل إعجاب الدول الكبرى وجعلها تتسابق إلى صداقة هذا الملك المعجزة والتقرب إلى هذه الدولة الفتية. وما المقابلة الشهيرة بين جلالته والرئيس الأمريكي روزفلت على ظهر إحدى سفن الأسطول الأمريكي إلا إقرارًا بعظمته وتقربًا لكسب رضاه. وعاش الشيخ كريم وقبيلته بنعيم في عهد المؤسس العظيم الذي عاصر حياتهم وعايشها وعرف طباعهم عن قرب وآمن بصدقهم وشجاعتهم في قول الحق، وكان ذلك شفيعًا لهم عنده وأصبح ملاذهم عندما يتعرضون للنوائب وكان الشيخ يتخطى صغار المسئولين المحليين في تبوك في ذلك الحين، ويراجع الملك مباشرة لحسم كثير من الأمور المتعلقة بالقبيلة.
[الاستقرار]
أدرك الملك عبد العزيز مبكرًا أن للبداوة خطرها في شبه الجزيرة، فهي تشغل الحيز الأوسع فيما بين الخليج العربي والبحر الأحمر وما بين عدن وما يقابله في الشمال، والبدو ليسوا على مستوى واحد من الخلق والطبع. ففيهم الذين تكثر مجاورتهم للحواضر فيكسبون منها بعض المرونة، ومنهم الجفاة القساة من الأجلاف، وقد ذاق الملك عبد العزيز من هؤلاء الأمرين في صباه وفي حروبه وبعد استقراره. وبما أن الأكثرية المطلقة من سكان هذه البلاد تتكون من البدو الرحل الذي ينتقلون من مكان إلى آخر طلبًا للرعي ومياه الأمطار، وينقلون خيامهم وأنعامهم حيثماء ذهبوا. وحيث اعتاد هؤلاء البدو على حياة خاصة مملوءة بالمجازفات والرغبة في الغزو والحروب الدائمة وحب الحرية الواسعة مما جعل اخضاعهم لسلطة حكم مركزي من الأمور الصعبة. ومما يزيد في هذه الصعوبة كون البلاد كثيرة المفاوز قليلة