للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفسي" .. فسأله عن فرائض الإسلام فريضة فريضة حتى إذا فرغ قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد ان محمدًا رسول الله، وسَأُؤدي هذه الفرائض، وأجتنب ما نهيتني عنه، ثم لا أزيد ولا أنقص. ثم انصرف إلى أهله راجعًا. قال: فقال رسول لله - صلى الله عليه وسلم -: "إنْ صَدقَ ذو العقيصتَيْن دخل الجنة" وأتى ضمامٌ قومه فما أمسى يوم مجيئه في حاضرهِ رجلٌ ولا امرأة الا مسلمًا. قال ابن عباس: فما سمعنا بِوَفد قَومٍ كان أفْضَلَ مِنْ ضمَّام بن ثعلبة (١).

ولا نكاد نعثر بعد خبر إسلام بني سعد على خبر يجمعهم يُذْكَر، وما وجدت من أخبار تدور حول اشخاص بأعيانهم سآتي على طرف منها بعد.

[ديار بني سعد]

من المشهور عند كثير من الناس أنّ ديار بني سعد بن بكر جنوب الطائف، ولهم هناك قرى معروفة، وأودية معلومة، غير أنَّ هذه البلاد لم يذكر القدماء أنها من ديار بني سعد، وأعني بالقدماء من كتب في البلدان والجبال والأودية، ووجدت في كتاب "أسماء جبال تهامة" لِعَرّام السُّلَمي: (ويطيف بِشمَنْصِير من القرى قرية كبيرة يقال لها (رُهَاط)، وهي بوادي يسمى (غُرَان). وأنشد:

فإنَّ غرانًا بَطْنُ وَادٍ أُحِبُّهُ … لِسَاكِنِه عَهْدٌ عليَّ وَثيْقُ

وبغربّيه قرية يقال لها (الحُديْبِيَة) ليست بالكبيرة، وبحذائها جبيل يقال له (ضعاضع) وعنده حِبْسٌ كبير يجتمع عنده الماء. والحِبْسُ: حجارة مجتمعة يوضع بعضها على بعضٍ قال الشاعر:

وإنَّ الْتِفَاتِي نحْوَ حِبْسِ (ضُعَاضِعِ) … وإقْبَال عَيْنِي في الظبا لَطَويلٌ


(١) "السيرة" لابن هشام، القسم الثاني ٥٧٣ - ٥٧٥، وانظر "تاريخ الطبري" ٣/ ١٢٤، وفيه (وفيها قدم وفد سعد هذيم)، وهو سهو.

<<  <  ج: ص:  >  >>