للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - إذا حظيت عند زوجها.

٢ - وإذا ولدت غلاما، فإن رابك منها ريب فالسوط، فإن الرجال والله ما حازت في بيوتها شرا من الورهاء المدللة (١)، قلت: أشهد أنها ابنتك وقد أحسنت الأدب.

وكانت كل حول تأتينا مرة واحدة ثم تنصرف بعد ما تسألني كيف تحب أن يزورك أصهارك؟ وأجيبها حيث شاءوا.

ثم قال: لقد كانت في كل حول تأتينا فتذكر هذا ثم تنصرف.

فمكثت معي عشرين سنة لم أعب عليها شيئا وما غضبت عليها قط قال: وكان لي جار يقال له ميسرة بن عزيز بن لحي وكان يضرب امرأته فقلت:

رأيت رجالا يضربون نساءهم … فشُلَّت يميني يوم أضرب زينبا

أأضرب من غير ذنب أتت به … إلي فما عذري إذا كنت مذنبا

فتاة تزين الحلي إن هي حليت … كأن بنيها المسك خالط محليا (٢)

هذه القصة الواقعية تبين لنا حدود الدستور الذي سار عليه بنو تميم في تربية بناتهم وتأهيلهن للسعادة الزوجية والخلق الطيب والشيم لقبائلهم فلا غرابة أن يتشددوا في المصاهرة؛ لأنهم لم يربوا بناتهم ليدفعوهن إلى دخيل أوأحمق أو رقيق يطعن في تصرفه أو يطعنون في حسبه أو نسبه أو خلقه أو رجل ذليل النفس ولو كان من نفس القبيلة وشاهد هذا موقف الفرزدق الشاعر.

[تشددهم في مصاهراتهم]

وبلغ الفرزدق يوما أن رجلا من الحبطات من بني عمرو بن تميم خطب من (٣) بني مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم فقال:

بنو دارم أكفاؤهم آل مسمع … وتنكح في أكفائها الخبطات


(١) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٣٤٦.
(٢) المسك والمحلب نوع من أنواع الروائح الطيبة.
(٣) انظر: الكامل للمبرد ج ١ ص ٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>