للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذا الكتاب النبوي بلاغة الإيجاز في الوثائق الشرعية، مما ينبغي أن يكون قدوة حسنة في كتابة الحجج الشرعية، مع الاحتياط والدقة، فمع إيجاز الوثيقة النبوية المذكورة احتاطت للأمر، فشرطت في تمليك البئر والدار صِدْقَ مُدَّعي المِلْك، ويؤخذ من هذا الحديث أن بعض بني سُلَيْم كانوا يقيمون بالمدينة وكانوا ذوي أملاك فيها بزمن الجاهلية القريبة من عهد الإسلام، ونعلم من التاريخ أن إقامة جالية سُلَمية بالمدينة امتد إلى عهد عمر بن الخطاب وإلى ما بعده كما هو موضح في مكانه من هذا الكتاب.

زيد بن كعب البهزي السُّلَمي

صحابيٌّ، وهو صاحب الظبي الحائف، أو حمار الوحش العقير بالروحاء، وكان صائده (١). روى عنه عمير بن سلمة (٢).

سيابة بن عاصم السُّلَمي

صحابيٌّ، روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم حُنَيْن: (أنا ابن العواتك)، وقد سئل هشيم راوي الحديث عن سيابة السُّلَمي - عن "العواتك؟ " فقال: "أمهات كُنَّ له من قيس عيلان". وعلَّق أبو عمر بن عبد البر على ذلك بقوله: "ولا يصح ذكر سُلَيْم فيه"، وقال: "إن العواتك جمع عاتكة" ثم إن ابن عبد البر عاد فأعرب عن صحة ما اعترض عليه آنفًا، فقال: "قال أبو عمر: في ذلك قولان أحدهما: العواتك ثلاث من بني سُلَيْم إحداهن: عاتكة بنت هلال بن فالج، أمُّ عبد مناف والثالثة: عاتكة أم هاشم".

وقد نسب جواد علي، عاتكة هذه فقال: "وأم هاشم وعبد شمس والمطلب: عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان السُّلَمية"، وهذ النسبة مطابقة تمامًا لما ورد في "تاج العروس" (راجع مادة عتك).


(١) ورد في معجم ما استعجم، للبكرى: (الحاقف). وفي الاستيعاب، ص ٥٥٨، ج ٢، ورد هكذا: (الحائف) بمعنى النائم.
(٢) الاستيعاب: ص ٥٥٨، الجزء الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>