وأواصر محبة وصداقة، وعودة الأبناء إلى بلادهم بعد أن تزودوا بسلاح العلم: أطباء - رجال علم - رجال اقتصاد - وبهذه المعلومات والعلوم التي نهلوا منها ساهموا في بناء حضارة بلادهم.
ثانيًا: ما ذكره أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري في كتاب مسائل من تاريخ الجزيرة العربية عن العقيلات:
لا يوجد نص تاريخي محقق من أصل التسمية، وإنما هي ظنون واجتهادات، ومجال إدلائي أيضًا اجتهادي، إلا أنني أتحرى أرجح الوجوه فيما أثبته وفيما أنفيه.
أثبت باجتهاد راجح أن العقيلات جمع عامي وليس جمعًا نحوًا فصيحًا.
وهو جمع بمعنى النسب كالدواسر والعجمان والقحاطين والعنوز والعتبان.
فذلك جمع عامي لدوسري وعجمي وقحطاني وعنزي.
وهكذا العقيلات جمع لعقيلي بضم العين فيهما.
والفرد من رعايا الدويلات العُقيلية في الجزيرة العربية إذا خرج إلى دولة أخرى قيل: عقيلي؛ كما يقال: أموي وعباسي وسعودي.
يقال ذلك وإن لم يكن صاحب تجارة أو إبل.
وآخر الدويلات العقيلية دولة آل أجود الجبرية العقيلية، وآخر ملوكهم منيع ابن سالم بن زامل بن سيف بن أجود بن زامل بن حسين بن ناصر بن جبر العقيلي ممدوح راشد الخلاوي لجأ إلى العراق في نهاية الألف أي آخر القرن العاشر الهجري.
وبه انتهت دويلات العقيليين، وكان أسلافه أهل علم وفضل مالكي المذهب، وفي أخلافهم أمراء رحلوا إلى عُمان وعرفوا بالهلاليين، ومنهم الشاعر الأمير قطن بن قطن بن علي بن هلال بن زامل بن حسين.
وبقي منهم سروات في الجزيرة صاهروا بني حميد الخالدين وساعدوهم، ثم كانوا ذوي ولاء لدعوة الإِمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي وأئمتها من آل سعود أدام اللَّه ظلهم.