للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأيْدِي رِجالٍ لم يَسُلُّوا سُيوفَهِم … وَقَتْلَى كَثِيرٌ لم تُجَنَّ ثِيَابُها (١)

أَلا ليَتَ شعْري هل تَنَالنَّ نُصْرَتي … سُهَيْل بْنَ عَمرو وحدُّها وَعُقابُها

وَصَفْوانُ عَوْدًا حُزَّ من شُفْرِ إسْتِه … فَهذَا أَوانُ الحْرب شُدَّ عصَابُها (٢)

فَلا تَأمَنَنَّا يا بن أُمُّ مُجَالَد … إذا احتُلِبَتْ صِرْفًا وأَعْصَل نَابُها (٣)

ولا تَجْزَعوا منَّا فإنَّ سُيُوفَنا … لهَا وَقَعَةٌ بالَموْتِ يُفْتَحُ بَابُها (٤)

التجسس على الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-:

عن ابن عباس قال: لما نزل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مرّ الظهران، قال العباس بن عبد المطلب، وقد خرج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من المدينة: يا صباح قريش! واه لئن بغتها في بلادها، فدخل مكة عَنْوة، إنه لهلاكُ قريش آخر الدهر! فجلس على بغلة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- البيضاء، وقال: أخرج إلى الأراك لعلّي أرى حطابًا أو صاحب لبن، أو داخلا يدخل مكة فيخبرهم بمكان رسول اللَّه، فيأتونه فيستأمنونه، فخرجت، فواللَّه إني لأطوف في الأراك ألتمس ما خرجت له، إذ سمعت صوت أبي سفيان ابن حرب وحكيم بن حزام وبُديل بن ورقاء، وقد خرجوا يتحسسون الخبر عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فسمعتُ أبا سفيان وهو يقول: واللَّه ما رأيت كاليوم قط نيرانًا.

فقال بُديل: هذه واللَّه نيرانُ خزاعة، حَمْشَتْها الحرب!

فقال أبو سفيان: خزاعة الأم من ذلك وأذلُّ (٥)!

وكان أبو سفيان يبحث عن المخرج لأنه أدرك نهاية الأمر أن النصرة للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الذي صفح عنه، وكان من المبايعين هو وغيره من زعماء القبائل له وكذلك بديل بن ورقاء الخزاعي.


(١) بأيدي رجال لم يسلوا سيوفهم: يعني قريشًا. لم تجن ثيابها: لم تستر. يريد أنهم قتلوا ولم يدفنوا.
(٢) العون: المسن من الإبل.
(٣) ابن أم مجالد: يعني عكرمة بن أبي جهل. الصرف اللبن الحامض هنا. وأعصل: أعوج.
(٤) تاريخ الطبري ٣/ ٤٨، سيرة ابن هشام ٣/ ٣٩٧.
(٥) تاريخ الطبري ٣/ ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>