للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك سنة ثمان ومائتين، فسار إليه من قادة المأمون على رأس جيش أحمد بن أبي خالد، فأخذه وأتي به المأمون فعفا عنه، وعاد إلى ممارسة عمله كقائد في طبرستان، وهزم جيش سرخستان وقتله وذلك سنة أربع وعشرين ومائتين.

وكان سرخستان هذا ألزم نفسه بشاعر من أهل العراق يقال له أبو شأس وهو القطريف بن حُصين بن حَنْش، لكي يتعلم منه أخلاق العرب مذاهبها واعتقل ثم أدخل إلى الحسن الخزاعي فأكرمه وأحسن معاملته، وقال له: قل في الأمير قصيدة، فقال أبو شأس: واللَّه لقد امحى ما في صدري من كتاب اللَّه من الهول، فكيف أحسن الشعر؟

وفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين مات الحسن بن الحسين بطبرستان في شهر رمضان، وهو من آل طاهر الخزاعي بالولاء (١).

الحصين (*) الخزاعي

هو الحُصين بن عُبيد بن خلف بن عبد نُهم بن حُذيفة بن جُهمة بن غاضرة ابن حُبشية بن كعب بن عمرو الخزاعي، والد عمران حصين، مختلف في صحبته وإسلامه.

عن عمران بن حصين قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لأبي: يا حصين كم تعبد اليوم إلهًا؟

قال: سبعة، ستة في الأرض وواحد في السماء.

قال: فأيهم تعبد لرغبتك ورهبتك؟

قال: الذي في السماء. قال يا حصين، أما إنك لو أسلمت لعلمتك كلمتين ينفعانك.

قال: فلما أسلم حصين قال: يا رسول اللَّه علمني الكلمتين اللتين وعدتني.

قال: قل: اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي.


(١) تاريخ الطبري ٩/ ١٤٥.
(*) الاستيعاب ١/ ٤٠٨، وأسد الغابة ٢/ ٢٦، وتجريد أسماء الصحابة ١/ ١٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>