عبد الشارق بن عبد العُزَّي الجهني، أوردها أبو تمام في ديوان الحماسة وهي من المنصفات.
ألا حييت عنا يا ردينا … نحييها وإن كرمت علينا
ردينة لو رأيت غداة جينا … على أضمامنا وقد اجتوينا
فأرسلنا أبا عمر ربيئًا … فقال ألا انعموا بالقوم عينا
ودسوا فارسًا منهم عشاء … فلم نغدر بفارسهم لدينا
فجاءوا عاربًا بردًا وجينا … كمثل السيل نركب وازعينا
تنادوا يا لُبهثة إذا رأونا … فقلنا أحسنوا ضربًا جهينا
سمعنا دعوة عن ظهر غيب … فجلنا جولة ثم ارعوينا
فلما أن توافقنا قليلًا … أنخنا للكلاكل فارتمينا
فلما لَمْ ندع قوسًا وسهمًا … مشينا نحوهم ومشوا إلينا
تلألؤ مزنة برقت لأخرى … إذا حجلوا بأسياف ردينا
وشدوا شدة أخرى فجروا … بأرجل مثلهم ورموا جوينا
وكان أخو جوين ذا حفاظ … وكان القتل للفتيان زينا
فآبوا بالرماح مكسرات … وأبنا بالسيوف قد انحنينا
فباتوا بالصعيد لهم أحاح … ولو خفت لنا الكلمي سرينا
ونجد أن القصيدتين متقاربتان معني ووزنًا، وإن كانتا مختلفتين في بعض الأبيات، فلربما قلَّد أحد الشاعرين الآخر ولا عيب في ذلك.
[الشاعر: هلال بن سدوس الجهني]
من شعره:
وحسوة حزن تمزرتها … ورددت في الصدر منها غليلا
خلوت بنفسي فعاتبتها … وقلت لها وبك صبرًا جميلا
وأنبأتها أنَّها تُبتلي … وألا تلبث إلَّا قليلًا