المال لديهم وكثر نظرًا لشجاعتهم وفروسيتهم، وتكونت لهم نتيجة لتلك الغارات ثروة كبيرة من الإبل عادوا بها إلى ديارهم حين استردوا شيخة أبيهم وكلها سوسومة بالمغيزل ولم يغيروه فيما بعد تيمنًا وتبركًا به وبقي هذا الوسم على إبلهم حتى هذا اليوم، وهذا ما يفسر قول العمران وإجماعهم أن هذا الوسم جاء من الطور.
أما بقية القصة فتقول: حين اطمأنت الأم على أبنائها وأنه لا خطر عليهم في خوض غمار المعارك وآنست منهم رشادًا دفعت إليهم ختم أبيهم عندما أرادوا الحج وعمدت إلى أحد أفراد قبيلة العمران ممن كان يتردد عليهم واسمه فلاح بآن يكون مرافقًا لهم في رحلتهم وحين عودتهم من الحج إلى ديار قبيلتهم عرفهم فلاح المذكور بالشخص الذي أخذ شيختهم وقتلوه بمكان يعرف باسمه حتى اليوم، وأبرزوا ما معهم من وثائق وأختام لمن كان يتولى صرف الصُّرة وعاد كم ما كان لأبيهم، رالقصة ذكرت في كتاب معجم المواضع والقبائل في شمال الحجاز لـ (د. حمود بن ضاوي القثامي العتيبي) نقلًا عن شيوخ القبيلة السابقين، ويعد الشيخ مسعود الجد الحادي عشر والثاني عشر عند بعض ذراري الحميدات اليوم.
[تنويه مهم]
يخطأ كثير ممن ألف عن الحويطات حين يقسم الحويطات إلى قسمين حويطات العلاوين الشمال وحويطات التهمه ويذكر العمران تحت حويطات التهمه، فمن المعلوم عند جميع الحويطات أن الحويطات على ثلاثة فروع رئيسية أبناء علوان في الشمال وأبناء سويعد في التهمة وأبناء عمران يتوسطونهم، وكلًا من هذه الفروع الثلاثة لها شيختها المستقلة عن الفروع الأخرى وحدودها المعروفة منذ تكونت القبيلة، ولم يذكر يوم من الأيام أنه كان للحويطات شيخ أو شيخين يضم كل هذه الفروع الثلاثة بل لكل فرع من هذه الفروع الثلاثة مشيختها المستقلة وحدودها المعروفة التي كانت تسلم عندها صرة الحاج لقاء دخولهمِ في أراضي كل شيخ، على جلاء هذا الأمر ووضوحه واستقراره عند الحويطات لم أرَ من يشير إليه ويذكره في الكتب المؤلفة عنهم.