للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والوسم الثاني الشعبة والثالث المغيزل وهو على شكل حرف تي معكوس بهذا الشكل (T) ومعه المطرق أو الشاهد وهو وسم خاصر بالحميدات من العمران، وهذا الوسم جاء به الحميدات من جهة قباتل الطور وتحديدًا من قبيلة الصوالحة ولذلك قصة يحسن بنا إيرادها فنوجزها بالآتي: عندما قُتل الشيخ مسعود (١) بن عبيد الله من الحميدات حين رفض تسليم سبعة من العمران للأتراك: ترك خلفه ولدين صغيرين هما سلامة ومنصور وكانت أمهما تنتمي لقبيلة الصوالحة من قبائل الطوَّرة (٢) التي كان لها في ذلك الوقت مكانة مرموقة وعزيزة يؤكدها نص قديم في كتاب الأم تحت رقم (١١) يقول (لخيامة العرب الصوالحة) وتعني الخيامة السيطرة والتحكم (٣)، حيث فرضت الصوالحة نفوذها وهيمنتها على قبائل الطور قاطبة مما جعل الدولة المصرية في ذلك الوقت تعهد بمهمة حماية الحجاج إليها، وبعد مقتل الشيخ مسعود من الحميدات استولى رجل من أحد فروع القبيلة على الشيخة، فأضمر سوءًا لابني الشيخ مسعود لينال منهم كي لا يستردا شيخة أبيهم حين يبلغا مبلغ الرجال، فلم ترى زوجة الشيخ مسعود بدًا بعد ذلك من مغادرة المنطقة والعودة إلى أهلها خوفًا على طفليها فقد أحست بنواي ذلك الشخص وتربصه بها وأمام هذه المخاوف لم يكن لها خيال إلا أن تعود إلى أهلها، فكان أن عادت إلى قبيلتها في الطور مصطحبة معها ولديها وما تبقى لها من إرث زوجها المتمثل بختمه وأوراقه التي يتقاضى بها الصُّرة مقابل حمايته للحجاج حين مرورهم بديار قبيلة العمران، وهناك عند أخواطم نشأوا على الفروسية والشجاعة والإقدام فتعلموا وتمرسوا في الكر والفر معهم حيث كانت أمهم تعدهم لاسترجاع مكانة أبيهم وتنشأهم نشأة رجولية واستمرا على هذا الحال حتى بلغا مبلغ الرجال، وكعادة جميع القبائل في الوسم كان الصوالحة يضعون وسمهم على كل كسب لهم وما نتج عن ذلك الكسب وكان ضمن صفوفهم في معاركهم أبناء الشيخ مسعود يكرون ويفرون ويكسبون مع أخوالهم ويسمون ما يكسبون بوسم أخوالهم، حتى نما هذا


(١) لُقّب مسعود بالقصيّر.
(٢) والصوالحة ينسبون إلى بني سالم من حرب (انظر عنهم في ج ١ من الموسوعة).
(٣) موسوعة القبائل للطيب، ج ١، ط ١، ص ٦٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>