فلا يحسب التَّمتام أني هجوتُه … ولكني فَضَّلتُ أهل المكارم
وقد عَقَّب "ابن الجراح" على ما ذُكر آنفًا بقوله: "نهجا أبو الغرَّاف، اليمنَ وربيعَةَ.
وقال أبو الشمقمق في هذا المعنى يهجو يزيد بن حاتم ويزيد بن أسيد، ويفضل عليهما يزيد بن مزيد الشيباني:
لشتَّان ما بين اليزيدين في النَّدى … إذا عُدَّ في الناس المكارمُ والمجدُ
يزيدُ بني شيبان أكرمُ منهما … وإن غضبتْ قيسُ بن عيلان والأزد
فتىً لم يلده من سُلَيم قبيلة … ولا لخمُ يُنميه، ولم يُنْمِهِ نهْدُ
ولكن نمتْه الغُرُّ من آل وائل … وبَرَّةُ تنميه ومن بعدها هِنْدُ
ومن هذا ومن استقرائي للكتاب ظهر أن ما قاله المرزباني في "معجم الشعراء من وجود الأبيات التي هجا بها أبو الغراف السُّلَمي اليمن وربيعَةَ في كتاب "من سُمِّيَ من الشعراء عمره لابن الجراح، هو غير واقع بالنسبة للنسخة المخطوطة القديمة التي اطلعت عليها بمكتبة الدكتور عزت حسن بدمشق فكل ما جاء فيها هو الإشارة إلى تلك الأبيات فقط دون إيرادها.
عمرو بن عبد العزيز السُّلَمي
بطل موفق، وشاعر عاش في عهد العباسيين وشارك في حروبهم الداخلية، ترجم له ابن الجراح، فقال:
عَمْرُو بن عبد العزيز السُّلَمي شاعر عباسي، صاحب العصبية في فتنة محمد الأمين، على مثل ما كان خرج عليه أبو الهينام، يقول حمزة بن ميمون: حضرت عبد الملك بن صالح يومًا، وقد دخل إليه عمرو بن عبد العزيز وهو يسائله بعد أن استأمن إليه، لما قَلَّده محمد الأمين الشام، فأعجبه مُحاورَتُهُ وجوابهُ، فقال: يا عمرو! لقد تناهى إليَّ من خبر ظفرك بأعدائك في حروبك ما يُعْجَبُ منه، فهل تعرف لذلك سببًا تُخبرني به؟ قال: لا والله أصلح اللهُ الأميرَ إلَّا ما قال الشاعر:
فما إن قتلناهم بِأكْثَرَ منهم … ولكن بأولى بالطعان وأصْبرا
وقام عمرو من عنده - من عند عبد الملك بن صالح - فقال: أنت والله كما