وكان من ضمنهم حمود (١) الدريبي الذي هاجرت به والدته بعد مقتل أبيه إلى أخواله العياضات من قبيلة حرب في وادي الرَّمة وعاش معهم وتزوج منهم وتوفي وخلف له أولاد ثلاثة حسن وسالم وراشد وتناسلوا واندمجوا في مجتمع حرب إلا راشد فإنه ولد له ولد اسمه حمود بن راشد الدريبي الذي هاجر إلى الزبير جنوب العراق في حوالي عام ١٢٣٠ هـ تقريبا، وبقي محافظا على نسبه حيث التصق بالحاضرة في الزبير وكانت الزبير تضم في ذلك الوقت كثيرا من بعض حاضرة نجد الذين هاجروا إليها الدرابا وحافظوا على أنسابهم وعاداتهم، واحتفظ حمود هذا بنسبه وعرف عنه أنه من الدرابا إلا أن لقبه العياضي هي الغالبة عليه.
وعاش حمود المذكور في الزبير عيشة أهلها في ذلك الوقت وبقي وتزوج وولد له أولاد وبنات ما عاش منهم إلا ولد اسمه سالم وتزوج سالم وقتل في الزبير وكانت زوجته حاملا فولدت له ولدا وسمي سالم على اسم والده. وكانت والدته ذات رأي ومشورة وسداد وتدبير وبعد نظر وربته على التقوى وعلى التجارة وتاجر وكثر ماله وأحس سالم بالوحدة فتزوج من عدة نساء ليكثر نسله فتزوج من العامر في الزبير ورزق له ولد اسمه محمد وتزوج من الجمعة من أهل التويم ورزق له ولد اسمه عبد العزيز وتزوج من الأريح ورزق بولد اسمه مزعل وحمود وبذلك كثر عياله.
[حياة عبد العزيز بن سالم العياضي وأولاده في جلاجل]
لما كان عبد العزيز طفلا صغيرا مع والدته وهي بنت ابن جمعة وقد حضر معها إلى جلاجل في نجد حيث إن أخوتها من الشويعر أحضروها من الزبير فقد رافقها وبقي معها حتى كبر واشتغل بالزراعة والتجارة وصار يقوم بالتجارة بين الكويت ونجد في وقت كان فيه الأمن غير مستتب وكان يقطع الصحراء لوحده، وملم بالمسالك الصحراوية وتزوج من جلاجل على رغبة والدته وأنجب كلا من إبراهيم وعبد الله وأحمد.
(١) قيل: أنه مسمي على اسم والده حمود الذي ذكر أنه قتل بعد فترة قصيرة في نجد بعد قتله لأبناء عمومته، وقد ذكره مؤرخون نجد كما تقدم.