للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهناك منتجع من منتجعات العلايا لَمْ يشترك أيضًا في الحرب ضد صف الغرب ولم يقف إلى جانب إخوانه فأطلق عليه هذا الاسم: (نجع المرأة) ويضم هذا المنتجع عائلة مطاوع العواقير وعائلة الغمق من فرع إبراهيم العواقير، وعائلة مطرود الأسود من المغاربة، وعائلة شعيب الغزي من صبح، ولما انتصر باقي العلايا وغنموا أموال صف الغرب قال قائلهم:

لولا شكل مطرود … راه عيت (١) بوميز اغتنوا

وبوميز هي عائلة من الأسود من فخذ منصور المغاربة ورئيسها وقتذاك مطرود الأسود، وقد عرفت عائلة ابوميز في جميع العصور بالفقر ولذلك يقول شاعر العلايا لو أنهم يعني ابوميز حضروا المعركة لأصبحوا من الأغنياء لكثرة الغنائم يومذاك ولكن عدم توفيق رئيسهم مطرود هو الذي حرمهم من هذا الثراء.

[الحرب بين البراعصة والعبيدات]

هناك رجل من قبيلة التراكي وهي إحدى قبائل المرابطين في برقة تربطه الخئوله ببيت الزعامة في قبيلة البراعصة وبينه وبين القبيلة صلات مودة فتحول بيته إلى جوار الشيخ اللاقي أبو هرهرة تنزيل عليه وهذا الأخير من قبيلة العبيدات، وفي ذات يوم كان اللافي متغيبا عن أهله فجاء الشيخ الصيفاط أحد أعيان وشيوخ البراعصة في كوكبة من الخيل ونزل ببيت خاله التركاوي نزيل اللافي فأكرمهم وذبح لهم شاة، وبينما ينتظر الضيوف حضور الأكل وصل اللافي أبو هرهرة لبيته وسأل قائلًا إني أرى خيلًا بمنزل نزيلنا فمن أين هم؟ فقيل له أنهم شيوخ البراعصة فذهب اللافي فورًا إلى بيت نزيله وبدون أن يسلم على الضيوف أو يستجوبهم أخذ في تأنيب نزيله قائلًا: لماذا تقبل الضيوف بيتك وأنت نزيلي، ولحق تأنيبه إلى نفس الضيوف قائلًا لهم: إن هذا نزيلي ولو عملتم بالواجب لنزلتم بيتي ضيوفًا كرامًا وأنكم تعلمون أن نزيلي بمثابة جردي (٢) لا يمكن كشفه، فأراد البراعصة أن يقنعوه ولكنه حلف يمينًا أن يذهبوا بدون أن يأكلوا هذا اللحم المهيأ لهم فركب


(١) عيت: معناها (عائلة) وهكذا تنطق باللهجة الليبية.
(٢) جرد: عند المشارقة هي العباءة، وعند الليبيين المغاربة يُطلق عليها الجرد أو الحِرام.

<<  <  ج: ص:  >  >>